عند زيارتي لبلدي الجميل كولومبيا والتي تقع في الطرف الغربي من أمريكا الجنوبية وتشترك في حدودها الشمالية والشمالية الشرقية مع فنزويلا ومن الشرق مع البرازيل، وتحدها من الجنوب كل من بيرو والإكوادور، ومن الشمال الغربي البحر الكاريبي وبنما، ويمتد باقي الساحل الغربي لهذا البلد الجميل علي المحيط الهادي .
خلال تواجدي فيها مؤخرا وتنقلي بين مدنها وجدت اهتمام رسمي من أجل جذب المزيد من السياح والمستثمرين وهذا ما تحقق بالفعل ففي خلال السنوات الأخيرة، وبناء علي ما دونته منظمة السياحة العالمية فإن كولومبيا حققت زيادة في نسبة عدد السياح الوافدين اليها حيث أخذت الترتيب الثالث بين دول أمريكا الجنوبية ، وحققت نقلة نوعية في البنية التحتية والمواصلات في مختلف القطاعات وتتميز كولومبيا بروعة الطبيعة الساحرة ، فتغطي الجبال أجزاء كبيرة من البلد، هذا بالإضافة للشواطئ الرائعة، وتعد للسائح جنة طبيعية يتمكن من أن يقضي بها أجمل الأوقات خاصة بوجود جميع العوامل التي سوف تساعد علي ذلك من خلال توافر الفنادق وجميع وسائل الراحة للسائح، بالإضافة للاستقبال الودود من السكان المحليين.
واكثر ما يلفت الانتباه رغم أن البعض يتخوف من السفر لكولومبيا ربما بسبب ما سمعه من أنها مأوى لتجار المخدرات والسلاح وهذا غير صحيح، إلا أن الأوضاع في البلاد هادئة وآمنة لاسيما في السنوات الاخيرة ، وأصبحت واحدة من أكثر دول العالم أماناً، حيث دخلت بقوة مؤخراً ضمن قائمة أهم دول أمريكا الجنوبية السياحية فهي تتمتع بموقع جغرافي رائع كما أن طبيعة سكانها مسالمة للغاية، بالإضافة لتمتعها بالوجهات السياحية المتنوعة ما بين اماكن تاريخية ومناظر طبيعية خلابة ومتاحف فنية رائعة.
تتنوع وتتميز مدن كولومبيا بالعديد من المميزات حيث تتميز مدينة بوجوتا بأنها تمتلىء بالأحياء الجديدة المصممة على الطراز العمراني المعاصر، ولكن في الوقت نفسه، فإن هذه الأحياء تحيطها المناطق التقليدية القديمة الأقدم عمراً والتي تتسم بجمال مبانيها العمرانية.
وفي مدينة قرطاجنة التي تعد من أكثر المدن الكولومبية جذباً للسياح وهي إحدي المدن الكبيرة والتي تعتبر ميناء مهم علي الساحل الشمالي لكولومبيا.
فيما تتميز الحديقة الوطنية تايرونا كمكان اقبال للمسافرين الذين يتمتعون بالطبيعة مع استكشاف الأنقاض القديمة , وتعتبر مكان رائع وشعبي لمراقبي الطيور الذين يأتون لرؤية كوندور الأنديز ، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض ، بالإضافة إلى رؤية الحيوانات البرية .
وكذلك مدينة نيفا الجميلة التي يتمتع سكانها بالكرم والسخاء كما ان الاحتفالات والمهرجانات لها حضور كبير في هذه المدينة الصغيرة التي تقع على بعد حوالي 7 ساعات بالسيارة من بوغوتا ، وهي واحدة من أكبر ساحات المدينة في أمريكا الجنوبية ، تتميز بتجمعات الاحتفالات والمهرجانات .
وتتمتع بالهندسة المعمارية التي تعكس التأثيرات الإسبانية والمغربية .
البلدات القديمة لها حضور سياحي كبير حيث تعتبر سان جيل هي البلدة الاستعمارية القديمة في شمال شرق كولومبيا، سميت بالعاصمة السياحة في المنطقة للعام 2004 .
وللحضارة والتاريخ تأتي مدينة سان أوجستين الصغيرة والتي ينجذب اليها السياح والزوار للاسترخاء فيها وتحيط بها المناظر الطبيعية الهائلة وبقايا الحضارة المنسية .
هذا ما لمسته وشاهدته في البلد الغالي كولومبيا وهنا ادعوا المستثمرين الخليجيين والعرب الى الاستثمار في كولومبيا لما تمتلكه من مقومات الاستثمار واهلها رائعين يحترمون الوافدين، حيث حققت كولمبيا العديد من النجاحات اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا على مختلف الاصعدة.