أود القول بأننا لا نختارُ مَن نُحبّ ونحترم ولا نختار مَن نَكره..إنّها المواقف والوقائع ، تزرع فينا أشخاصاً وتقتلِع منّا آخَريـن، فهناك أُناسُ بحـار لا نستطيع أن نحكُم على أعماقهم ونحن لا نرى إلا شواطئهم، أما عن مظاهرهم وصُورهم ؛ فنحن لم نختر ذلك ، ولحكمة كونية مُنِح كُل وأحد منّهم نصيبه من الجمال والكمال النسبي، وعلينا أن نتذكر دائماً أنهم ليسوا تلك الملامح ولا تلك الأجساد ، وإنما الشعور الذي تركوه في الآخرين كأثر وتأثير وبصمة لا تزول ، هذا هو المكيال الوحيد والحقيقي الذي نزن فيه وزن الناس في الأثر والتأثير، وسيُنسى كل شيء إلا ذلك الأثر اللطيف الذي نتركه نحن من خلال سلوكياتنا وتصرفاتنا في نفوس الآخرين .
فما أجمل أن يكون لديك أشخاص أمثالكم ، تراهم ملائكة حراس في عتمة ذاتك تلجأ إليهم عندما تتعب روحك فتلقى فيهم مثل توأمك الذي يقرؤك حتى في صمتك، فنجد فيه الأشياء التي تُبهجنا حقاً، هي تلك التي تأتي دون أن نطلبها من أحد .. إبتسامة وإهتمام وكلمة جميلة وبشاشة الوجه... ونقول لروعة جاذبيتكم الإنسانية فإن كلّ الوجوه والأماكن تفقد بريقها من كثرة الظهور والتكرار حتى تصير شيئًا مألوف وغير مثير للإهتمام إلّا وجوهكم وبشاشتكم الجاذبه لها نفس اللهفة الأولى والحماس الأول عند رؤيتكم ، والرغبة الجامحة والكثيفه في التودد إليكم لأخذ العبر والدروس والحكم واليقظه التي نستولد منها معاني الوعي والإدراك من سيرتكم ومسيرتكم الزاهية بالإنجاز والإبداع والريادة وجبر الخواطر لعباد اللة.
فأنتم المحطة الثابتة في حياتنا التي لا يمكن أن تختلف وستظل تمُدنا بالكثير من الحياة، لأننا نُشرق على الحياة من خِلال أرواحكم التي حرّرتنا من الاُحمال الثقيلة في حياتنا واستندنا على اُعمدة قوية في حياتنا لأن الاُعمدة الهشة تغرقنا وتغرق اُحلامنا، لذلك إخترنا اُكثرها ثقةً وإماناً فالثقة اُساس البناء وهذا ما وجدناه في مواقفكم أعمدة صلبه حملتنا إلى بر الأمن والأمان، ونبل أخلاقكم العظيمة التي إرتفع مقامنا بكم وزهت أرواحنا وعقولنا فكرا ومعرفة وطيبتوا خواطرنا في قضاء حوائجنا الثقافية التي تعد روافد ورافع ومنابع فكرية وإبداعية صقلت مهاراتنا وجددت فينا منابع فكرية متنوعة ومتعددت الحقول بفضل الله ثم بفضلكم... *وأقول لكم بأن كُل هذه الكلمات صغيرة جداً أمام المعنى العميق الذي أريدهُ أن يصل لمقامكم الرفيع بأنكم نهر جاري لا ينقطع من عمل المعروف والخدمة الإنسانية النبيلة لعباد اللة*
ونقول بأن الموده والتواصل معكم شجره لا تقاس بطولها بل بعمق جذورها فأدعو الله أن يلهمكم في أمركم الصواب ويهئ لنجاحكم كل الأسباب ويفتح لكم للرزق كل الأبواب وييسر لكم في كل مسألة جواب وينجيكم من الشر والعذاب ويبيض وجهكم يوم الحساب، كما بيضتم وجوه الكثير من الناس المحتاجين في تقديم المساعدة والعطايا التي هي من شيم الكبار ، ويزين مجلسكم بخيرة الأصحاب، ويجعل دعاؤكم مستجاب بأذن الله تعالى.
متمنيا لكم يوما سعيدا وبركة وأمن وأمان في حياتكم أينما كنتم وحللتم ويرزقكم البركة في كل شيء وهبكم إياه رب العالمين !!