انقسم الناس -وإلى اليوم - حول صدق تفاصيل الحادثة ،فريق ينفي وقوعها، وآخر يؤكدها فعًلا، ولكل منهما حججه التي يسوقها ، الذين ينفونها يستندون إلى حقيقة أن الجنرال لم يصل المدينة راكبًا في عربة أصلًا. فيما يذهب المقتنعون بالحادثة لدرجة تسمية العملاء بأسمائهم.
يقال أنه عندما وصل الجنرال الفرنسي غورو مشارف مدينة دمشق محتلًا، هرع ثلاثة رجال من سكان المدينة لإستقباله، رفعوا الأعنة عن الأحصنة، ووضعوعها على اكتافهم، فجروا عربته حتى دخلوا بها دمشق أمام اعين الناس. من ذلك الوقت صار المثل يُضرب "الكل يجر عربة الجنرال".
بغض النظر عن حقيقة الأمر أعلاه، إلا أنه في كل زمان ومكان، عبر تاريخ الإحتلال، نجد هناك ومن أبناء الأوطان المُحتله، من يتسابقون للأنضمام لصفوف جيوش الإحتلال وجنرالاته، يتماهون معه، يدافعون عنه، يتبنون روايته، ينقلبون على شعوبهم وأوطانهم، يبيعون النفيس بالرخيص، يتخندقون في جبهته، وقد يلقمون مدافعه ويسنون حرابه، ويحرسون سجونه، بل لا يتركون فرصة إلا ويحاولون فيها بناء جسور الثقة معه وإثبات الولاء له، للبحث عن مكسب والفوز بمغنم رهين وقته.
فلا تستهجن ولا تستغرب إن قرأت أو رأيت أو سمعت من خائن "وجهة نظر" على اعتبار أنه واقعي موضوعي، يدافع فيها عن الغاصب ويبرر للمجرم أجرامه في حق أبناء جلدته...حدثت القصة ام لم تحدث....فلكل زمن احتلاله و عربته وخونته...