خلال الساعات الماضية وقعت واحدة من العمليات النوعية ضد إسرائيل ، حيث ضربت طائرة مسيرة قادمة من اليمن قلب شارع بن يهودا الواقع في مدينة تل أبيب في عملية نوعية جديرة بالاهتمام.
العملية تأتي مع الكثير من التطورات التي تشهدها اليمن ، في ظل تواصل الخلاف العسكري بالدولة وتسبب الحرب في تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتفشي الأوبئة والأمراض بالبلاد وارتفاع عدد المهاجرين من الدولة وتزايد مشكلات التعليم المتعددة.
غير أن هناك بعض من النقاط السلبية والإيجابية التي أستعرضها في السطور التالية لإلقاء الضوء على تداعيات هذه العملية.
الإيجابيات
تعدد الإيجابيات من وراء هذه العملية بحسب تحليل مضمون ما أشارت إلية بعض من منصات محور المقاومة الإعلامية ومنها :
1-أن العملية أثبتت ضعف منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية بصورة واضحة ، خاصة وأن الطائرة اخترقت إسرائيل لمسافة طويلة حتى استطاعت الوصول لواحدة من المواقع الاستراتيجية المدنية
2-يستخدم الكثير من الإسرائيليين ، وتحديدا من سكان تل أبيب، الطائرات الدرون المسيرة ، وهو استخدام جعل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تتخبط ولا تنتبه لهذه الطائرة اليمنية التي استغلت هذا الأمر وقامت بصعق اسرائيل بضربة نوعية دقيقة ، ومن الواضح آن الفريق اليمني الذي أشرف على هذه الضربة درس واقع تل أبيب وسلوكيات سكانها لتوجيه هذه الضربة
3-من الواضح آن جماعة الحوثي تمتلك منظومة دفاعية استراتيجية متميزة للدفاع الجوي ، وهي المنظومة التي بات من الواضح قوتها الهجومية التي لا تستطيع إسرائيل الصمود أو التعاطي معها بسهولة.
سلبيات
وكمان أن لهذه العملية إيجابيات ، فإن لها سلبيات أيضا ، وعى سبيل المثال :
1-لا يزال الكثير من أبناء الشعب اليمني يؤكدون أن اليمن حاليا تجر لحرب لا ناقة فيها ولا جمل ، معتبرين أن هذا التصعيد من قبل جماعة الحوثي ضد إسرائيل لن يصب في الصالح اليمني بالنهاية
2-تعاني اليمن الكثير من المشاكل والأزمات بسبب الحرب ، ورغم كل هذا تقوم جماعة الحوثي بالكثير من العمليات المكلفة ، والأفضل توجيه هذه الأموال لصالح بناء اليمن بدلا من خوض غمار حرب ضد إسرائيل
3-كان لي حديث مع الكثير من أبناء الشعب اليمني في لندن ممن توجسوا من تدهور العلاقات مع مصر تحديدا بسبب ما تقوم به بعض من قوات الحوثي البحرية من عمليات قرصنة للكثير من السفن القادمة من قناة السويس ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة عموما.
الخلاصة
اعتقادي الشخصي ان هذه الحرب الدائرة في غزة وتدخل قوات الحوثي بها ، أثبتت قوة العقلية العسكرية اليمنية المتميزة ، إلا أن حسابات الربح والخسارة لا تزال تتأرجح بصورة درامية ، في ظل وجود حقيقة ثابتة ، وهي أن اليمن بالفعل يعاني بسبب ويلات الحرب، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد الاستراتيجي اليمني حاليا بصورة واضحة.