أثار نشر (حزب الله) لفيديو جديدٍ أمس الأربعاء عاصفةً في إسرائيل، إذْ أنّه للمرّة الثالثة يتمكّن الحزب من إيقاع المفاجئة بدولة الاحتلال، والتأكيد للمرّة بعد الألف أنّ الدفاعات الجويّة لجيش الاحتلال عاجزة وواهنة عن رصد المُسيّرات التي يقوم الحزب بإرسالها إلى الداخل والعمق في الكيان.
ووفق النشر، فإنّ الحلقة الثالثة من فيديو (الهدهد)، الذي صورّته إحدى المسيّرات التابعة لحزب الله، تمّ وهي توم بالتحليق فوق قاعدة (رمات دافيد) الجويّة في شمال إسرائيل.
وكان هذا هو الأحدث في سلسلة من مقاطع الفيديو التي نشرها حزب الله والتي تظهر لقطات من مواقع حساسة في شمال إسرائيل، تمّ تصويرها بمسيّراتٍ يبدو أنّ أنظمة الدفاع الجويّ التابعة لسلاح الإسرائيلي لم تكتشفها، على ما نقلته مجلّة (تايمز أوف إسرائيل) عن مصادر أمنيّةٍ وازنةٍ بالمنظومة الإسرائيليّة.
ووفقًا لحزب الله، تمّ تسجيل مقطع فيديو الذي مدته ثماني دقائق ونصف للقاعدة الجوية، التي تقع على بعد حوالي 50 كيلومترًا من الحدود اللبنانية، في اليوم السابق، أيْ أوّل من أمس الخميس.
وتضمن الفيديو تفاصيل عن أسراب سلاح الجو الإسرائيلي في القاعدة الجوية، ومواقع حظائر طائرات مدعمة، ومستودعات ذخيرة، وأنظمة دفاع جوي، بالإضافة إلى هوية قائد القاعدة، العقيد أساف إيشيد. كما تضمن الفيديو عدة مقاطع للقاعدة الجوية تم تصويرها ليلاً.
وتابعت المجلّة الإسرائيليّة قائلةً إنّه يُعتقد أنّ القاعدة الجوية تضم ثلاثة أسراب من الطائرات المقاتلة من طراز (إف16) وسربًا من المسيّرات، وسربا من طائرات الهليكوبتر S565 Panther المستخدمة في المهام البحرية.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ قلل من أهمية الفيديو، قائلاً في بيانٍ إنّ "نشاط القاعدة لم يتضرر”. وأنّ "الفيديو الذي نشره حزب الله تم تصويره بمسيّرة لأغراض التصوير الفوتوغرافي فقط”، على حدّ زعمه.
وأضاف الجيش أنّه يعمل ضد القوات الجوية لحزب الله، حيث ضرب مئات المواقع التابعة للوحدة في لبنان في الأشهر الأخيرة، وأنّ "سلاح الجو يستخدم كل الوسائل لحماية سماء دولة إسرائيل وسيواصل القيام بذلك”. ولم يوضح الجيش ما إذا كان على علم بالمسيّرة التي حلقت فوق القاعدة الجوية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشر حزب الله مقطع فيديو صورته مسيّرة يظهر مواقع عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان، وقبل ذلك، في يونيو، نشر مقطع فيديو يظهر منطقة حييفا، وقال حزب الله إنّه سينشر لقطات تظهر مدينتي صفد وطبريا الشماليتين في فيديو مستقبلي.
وطبقًا للمصادر الأمنيّة في تل أبيب فقد أطلقت الحركة أكثر من 300 مسيّرة باتجاه إسرائيل وسط القتال المستمر، العديد منها مفخخة ولكن بعضها يستخدم أيضًا للمراقبة، وبحسب الجيش، تمّ اعتراض نصفها فقط. وتسبب حوالي 30 من انفجار المسيّرات المفخخة في وقوع أضرار أو إصابات.
وفي وقت سابق من الشهر، علم (تايمز أوف إسرائيل) أنّ سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لإعادة نشر أنظمة دفاع جوي تعتمد على الأسلحة لمواجهة مسيّرات حزب الله.
واستخدم الجيش الإسرائيلي في السابق طائرة (فولكان)، التي خرجت عن الخدمة في عام 2006. ولم يكن من الواضح ما هو النظام الذي يخطط سلاح الجو الإسرائيلي لاستخدامه الآن.
ومن المحتمل أنْ يتم نشر الأنظمة الأرضية للدفاع عن نقاط محددة، مثل القواعد العسكرية أو البنية التحتية الحساسة، ضد مسيّرات حزب الله. الأنظمة المعتمدة على الأسلحة ليست فعالة في تغطية مناطق واسعة.
علاوة على ذلك، شدّدّت المصادر عينها على أنّه حتى الآن، استخدم الجيش الإسرائيلي نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية والطائرات المقاتلة، وكلاهما يستخدم الصواريخ، لإسقاط مسيّرات حزب الله.
وقال مسؤولون في سلاح الجوّ الإسرائيليّ إنّ الجزء الأكثر تحديًا في مواجهة مسيّرات حزب الله هو التعرف عليها في المقام الأول.
وأدى القتال في الشمال إلى مقتل 12 مدنيًا على الجانب الإسرائيلي، فضلاً عن مقتل 18 جنديا إسرائيليًا، كما وقعت عدة هجمات من سوريّة دون وقوع إصابات.
جديرٌ بالذكر أنّ نشر الفيديو من قبيل حزب الله يُشكِّل ضربةً جديدةً لإسرائيل، التي تتفاخر وتتباهى بامتلاكها سلاح الجوّ الأكثر تطورًا في العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ أجواء الكيان باتت مفتوحةً على مصراعيها أمام طائراتٍ دون طيّارٍ يملكها التنظيم الصغير (حزب الله)، ويُعتبر هذا الأمر إخفاقًا جديدًا في سلسلة الإخفاقات التي تعصِف بالكيان منذ السابع من أكتوبر الماضي.