أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ؛ المسلمين، بتقوى الله تعالى، وبيّن فضيلته، أن أعظم وصية قول الله -جل وعلا-: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الإنسان تمر به في هذه الحياة من آيات الله الكونية، ما ينبغي أن يتخذ منها العبر والعظات، فها هو فصل الصيف، نمر به.. بحرارته الشديدة، مما يجعل الناس يلجؤون لوسائل مختلفة، تقيهم شدة الحر وقسوته.
وتابع فضيلته القول، إن هذه الدنيا زائلة، فكيف بدار القرار مصيرها إما إلى جنة لا تفنى، أو نار تتلظى.
إن العاقل مَن ينتهز الفرص حين تمر به سنن الله الكونية وآياته الباهرة، فيستعد لدار الجزاء بكل ما يُرضي مولاه، ويكون سبباً للفلاح السرمدي، والفوز الأبدي.
وأضاف، أن شدة حرارة الصيف، يجب أن تذكّرنا لما بعد النقلة من هذه الدار إلى دار فيها الأهوال المفزعة، والمشاهد المرعبة.
وأوضح، بوجوب المسارعة بالتوبة الصادقة إلى الرحمن قبل فوات الأوان، وقبل الانتقال من هذه الدنيا الفانية، يقول جل وعلا: (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين) وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يعرق الناسُ يومَ القيامةِ حتى يَذْهَبَ عَرَقُهُم في الأرضِ سبعينَ ذِرَاعًا، ويُلْجِمُهُم حتى يَبْلُغَ آذانَهم. وعند مسلم يكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم مَن يكون إلى كعبيه، ومنهم مَن يكون إلى ركبتيه، ومنهم مَن يكون إلى حقويه، ومنهم مَن يلجمه العرق إلجاماً.
وبيّن إمام وخطيب المسجد وجوب تذكر حر الدنيا وحر النار الكبرى موجهاً بأخذ الحذر بالأعمال الصالحة، والبُعد عمّا يغضب الله -جل وعلا-، ففي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إِذَا اشْتَدَّ الْحرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبَّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشَّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَر، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ)) متفق عليه.