في مجتمعاتنا يلاحظ انتشار النقد الساخر للشخص المتميز وذلك بهدف إضحاك الآخرين.
ما يبدو في ظاهره مجرد مزاح قد يكون له تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة ويحول التفوق إلى عبء ثقيل على صاحبه.
غالبًا ما يكون الشخص الذي يتميز في مجاله سواء كان ذلك في الدراسة العمل أو حتى في الحياة الاجتماعية محط أنظار زملائه وأصدقائه.
ولكن بدلا من أن يحظى بالدعم والتشجيع قد يتعرض للسخرية أو النقد الجارح حيث يتم التركيز على نقاط ضعفه أو اختلاق عيوب غير حقيقية وذلك فقط لإضحاك الآخرين والتقليل من شعورهم بالغيرة أو النقص.
هذا النوع من السخرية يمكن اعتباره شكلا من أشكال التنمر العاطفي حيث يتم التقليل من قيمة الشخص المتميز وتحويل نجاحاته إلى مادة للسخرية.
رغم أن هذه السلوكيات تبدو غير مؤذية للوهلة الأولى إلا أنها تترك آثارًا نفسية عميقة مما يدفع الشخص المتميز أحيانًا إلى إخفاء تفوقه أو تقليص أدائه لتجنب التعرض للسخرية المستمرة.
ومن الممكن أن تؤدي هذه السلوكيات إلى خلق بيئة سلبية حيث يشعر الأفراد بأن التفوق سيجعلهم هدفًا للنقد والاستهزاء.
وهذا يمكن أن يضعف الدافع لتحقيق النجاح ويشجع على الكسل والاكتفاء بالحد الأدنى من الإنجاز.
من الضروري أن ندرك أن الشخص المتميز يستحق الدعم والتشجيع بدلًا من السخرية والنقد الهدام.
يجب أن نعلم أبناءنا بكل جد كيفية التعامل بإيجابية مع نجاحات الآخرين وتقدير التفوق كدليل على الجهد والعمل الجاد.
في نهاية الحديث ينبغي أن نقتدي بالتفوق ونقدره بدلًا من السخرية منه.
الشخص المتميز ليس خصمًا أو تهديدًا بل هو قدوة يجب الاقتداء بها ومصدر إلهام لمن حوله.
إن الاقتداء بالتفوق يساهم في بناء بيئة تشجع على النجاح والمثابرة من قِبل المجتمع.