المرحوم "زيد الرفاعي" من أعلام الأردنّ، احتلَّ مساحةً واسعةً من تاريخِ الوطنِ، أحد أعمدة النظام السياسيِّ، كانَ من أهمِّ دُهاةِ العصرِ، وافرَ العقلِ، قويَّ المعرفة، غزير المناقبِ، رأياً، وعقلاً، وحزماً، وفطنةً.
اشتهر بمهارته القياديةِ، وقدرته على تنفيذ المهامِّ الصعبة، يتميز بالمرونة والتكيُّف مع المواقفِ الطارئة، أظهرَ ولاءً وتفانياً للعرشِ الهاشميِّ، وبالرغمِ من مكانتهِ العاليةِ ومناصبهِ المرموقةِ، إلا أنَّهُ عُرِفَ بالتواضعِ والإنسانيةِ، والأخذِ بيدِ الآخرينَ، وعمل الخير بلا دعايةٍ ولا إعلامٍ، صاحبُ قرارٍ جريءٍ في الأوقات الحاسمةِ، لعبَ دوراً وأسرتهِ في بناءِ الدولةِ الأردنيةِ، حاربَ من أجل العرشِ والوطنِ والأمَّةِ.
طوى الدهرُ جسدَ المرحوم "زيد الرفاعي" ، لكنَّهُ خلَّدَ روحهُ تاريخاً ناصعاً، تركَ بصمةً بيضاءَ لا تُمحى، وصفحةً مشرقةً لا تُطوى، وذِكراً محموداً لا يُنسى، هو رفيق دربِ المرحوم "الملك الحسين بن طلال" رحمة الله عليه، موضعُ ثقتِهِ، ومصدرُ دعمهِ، ساعِدَهُ الأيمن، تقاسمَا همومَ المسيرة، ومرارةَ المؤامراتِ، وصراعَ الحياةِ، وصعوباتِ الزمن.
غادرَ المرحومُ الدنيا، تاركاً حسرةً في القلوبِ، وجرحاً غائراً في الأفئدةِ، تتلوى لوعةَ الفراقِ كثعبانٍ يخلع ثوبه، صقل الحزنُ صدورَ محبِّيه، واعترى الألم مشاعر أهلهِ وذويه، تلهجُ أسلتنا بالدعاءِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يتغمدهُ بواسعِ رحمتهِ، وعظيمِ مغفرتهِ، نُعزّي أسرته الكريمة بأصدق مشاعرِ المواساةِ، ولا نقول إلا ما يُرضي وجهَ اللهِ " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" .