بعد قرارها الجريء بطرد الشركات الفرنسية من مناجمها، بدأت بوركينا فاسو في التركيز على تطوير بنيتها التحتية، مما يعكس توجهاً جديداً نحو الاستقلال الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة.
هذا التحول الاستراتيجي جاء في أعقاب التوترات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد، حيث قررت الحكومة البوركينابية إنهاء عقود استغلال المناجم مع الشركات الفرنسية، وبدلاً من ذلك، أعادت توجيه مواردها نحو تطوير مشاريع البنية التحتية الوطنية.
استثمارات في الطرق والنقل
أحد أبرز المشاريع التي يجري تنفيذها هو شبكة الطرق الجديدة التي تربط مختلف مناطق البلاد، بهدف تحسين الحركة التجارية وتسهيل الوصول إلى الموارد الطبيعية. تم تخصيص جزء كبير من الميزانية لهذا المشروع، مما يعكس الأهمية التي توليها الحكومة لقطاع النقل والبنية التحتية.
قطاع الطاقة
وفي قطاع الطاقة، تسعى بوركينا فاسو إلى تحسين البنية التحتية الكهربائية من خلال مشاريع توليد الطاقة المتجددة. الحكومة تعمل حالياً على إنشاء محطات للطاقة الشمسية والرياح، والتي من المتوقع أن تسهم في تلبية احتياجات البلاد المتزايدة من الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد.
التعليم والصحة
لم تقتصر الجهود على البنية التحتية المادية فحسب، بل شملت أيضاً تحسين البنية التحتية التعليمية والصحية. إذ تم إطلاق مشاريع لبناء مدارس ومستشفيات جديدة، وتجهيزها بالتكنولوجيا الحديثة. هذه الخطوات تهدف إلى تحسين جودة التعليم والخدمات الصحية، مما يساهم في رفع مستوى المعيشة للمواطنين.
تعزيز الاستقلالية
يرى المراقبون أن هذه المشاريع تعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال الاقتصادي لبوركينا فاسو، حيث أنها تساهم في تقليل الاعتماد على الاستثمارات الأجنبية، وخاصة من الدول التي كانت تستغل ثروات البلاد دون تقديم مساهمات حقيقية في تنميتها.
بوركينا فاسو، التي كانت تعتبر سابقاً من بين الدول الأقل نمواً في أفريقيا، بدأت الآن في تبني نهج تنموي جديد يعتمد على استغلال مواردها بشكل أفضل لتطوير بنيتها التحتية وتحقيق الازدهار الاقتصادي.
تسعى الحكومة أيضاً إلى جذب استثمارات جديدة من دول صديقة وشركات عالمية مهتمة بالمساهمة في هذه المرحلة التحولية، مما سيمكنها من تحقيق نمو اقتصادي مستدام ومستقل، ويعزز من مكانتها على الساحة الأفريقية والدولية.