شهدت المملكة الأردنية الهاشمية نجاحاً باهراً في الانتخابات النيابية الأخيرة، والتي تجسدت فيها روح الديمقراطية الحقيقية، حيث اصطف الأردنيون في عرس ديمقراطي مهيب، مؤكدين التزامهم بالمسار الديمقراطي والإصلاح السياسي. جاءت هذه الانتخابات لتؤكد أن الشعب الأردني يقف دائماً مع الوطن، معبرًا عن إرادته الحرة من خلال صناديق الاقتراع، في ظل أجواء من الأمن والأمان والتفاؤل بمستقبل مشرق.
الهيئة المستقلة للانتخاب لعبت دوراً حيوياً ومحورياً في إدارة العملية الانتخابية بكل مهنية واقتدار. فمنذ بدء التحضيرات وحتى الإعلان عن النتائج، أثبتت الهيئة أنها على قدر المسؤولية، حيث وفرت كل الضمانات والإجراءات اللازمة لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية. التعامل الدقيق مع كل تفاصيل الانتخابات، من إعداد المراكز الانتخابية إلى الإشراف على عملية الفرز، كان شاهداً على الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة لضمان أن تكون هذه الانتخابات تعبير حقيقي عن إرادة الشعب الأردني.
وفي السياق نفسه، لا يمكن تجاهل الدور العظيم الذي قامت به الأجهزة الأمنية الأردنية، التي بذلت جهوداً جبارة لضمان أمن العملية الانتخابية وسيرها بسلاسة. فقد كانت تلك الجهود ترجمة فعلية لرؤى سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في جعل الانتخابات تجربة ناجحة وآمنة. بثقة وحزم، عملت الأجهزة الأمنية على تأمين جميع المراكز الانتخابية وضمان أن يمارس المواطنون حقهم الانتخابي بكل حرية وأمان.
هذه الانتخابات تأتي كأول ثمرة حقيقية لنجاح منظومة التحديث السياسي التي تشهدها المملكة، حيث تسعى الدولة الأردنية إلى تعزيز المسار الديمقراطي وإشراك كل فئات المجتمع في صنع القرار السياسي. واليوم، يعد نجاح هذه الانتخابات رسالة واضحة لكل القوى السياسية في الأردن، بأن العمل المشترك والتكاتف هو السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب الأردني وخدمة الوطن.
إن نجاح الانتخابات النيابية لا يمثل فقط انتصاراً للديمقراطية، بل هو دعوة لجميع القوى السياسية للعمل بروح الفريق الواحد، بعيداً عن الخلافات والتجاذبات، من أجل مصلحة الأردن أولاً وأخيراً. فعندما تعمل جميع الأطراف بتوافق وتكاتف، تتجسد رؤية جلالة الملك المعظم في بناء وطن قوي يعتمد على مشاركة أبنائه في صنع مستقبله. إن هذا العرس الديمقراطي هو البداية، والمرحلة القادمة تتطلب المزيد من التعاون والتضامن لتحقيق التنمية والاستقرار والازدهار للأردن وشعبه.
يبقى الأمل كبيراً في أن يستمر هذا النهج الديمقراطي في تقديم المزيد من الإنجازات، وأن يثبت الأردن للعالم مرة أخرى أنه نموذج في الاستقرار والديمقراطية. الأردن أولاً، والجميع يعمل على قلب رجل واحد، من أجل مستقبل مشرق ينعم فيه الجميع بالخير والأمان.