الأصدقاء، هؤلاء الذين ظننت أنهم يشاركونك اللحظات بأمانة وصدق قد يحملون أحيانا في طياتهم مفاجآت لم تكن تتوقعها. أحيانا قد تجد نفسك في موقف غريب .. ندرك أن أصدقاءك خرجوا دون دعوتك وقد قرروا أن يخوضوا تجربة الحياة في لحظات فرحهم أو مغامراتهم دون أن تكون جزءا منها.
إنه شعور أشبه بالوقوف على هامش المسرح بينما الجميع على الخشبة يستعرضون أدوارهم تسمع ضحكاتهم من بعيد، تترقب قصصهم عندما يعودون، لكنك تدرك أنك غائب، ليس بجسدك فقط، بل بروحك عن تلك اللحظات. في هذا الغياب تبدأ الأسئلة بالظهور تتساءل هل كنت يوما في قلب دوائرهم أم أنك كنت مجرد خلفية باهتة لصورة أرادوا أن ينسجوها لأنفسهم.
الأصدقاء الذين يخرجون دونك قد يكونون قد نسيوا أو تجاهلوا؛ لكن بالنسبة لك، هذا التصرف يتجاوز حدود التهميش. فهو يضرب جذور الثقة التي بنيتها معهم. تتذكر اللحظات التي ضحكت فيها من قلبك معهم، تتذكر الأحاديث الطويلة في الليالي الهادئة، تعيد مشهد اللحظات المشتركة كأنها شريط سينمائي، لكن في النهاية، تعود للواقع وتجد أن تلك الذكريات قد تكون جزءًا من ماض انتهى.
لكن ما الذي يجعل هذا الشعور ثقيلا؟ ربما لأنها ليست مسألة الخروج فقط، بل هي مسألة الانتماء. الانتماء إلى مجموعة تشعر فيها بالأمان، حيث يكون لك مكان دائم على طاولتهم وفي قلوبهم. وعندما تجد نفسك فجأة خارج هذه الدائرة، تبدأ التساؤلات: هل تغيرت العلاقة؟ هل هناك شيء ما فاتني؟ هل كان هناك ما يخفونه؟ أم أنها مجرد مصادفة عابرة؟
أحيانا قد تكون الإجابة أبسط مما نظن ربما الأصدقاء ليسوا واعين بما يفعلون ربما لم يدركوا مدى تأثير تلك اللحظات الصغيرة عليك. وربما فقط كان الوقت قد حان لتدرك أن العلاقات تتغير وأن ليس كل ما كنا نراه أبديا يبقى على حاله ليست كل المواقف تحمل في طياتها الخيانة لكن في بعض الأحيان تكون مثل هذه اللحظات فرصة لإعادة تقييم مكاننا في حياة الآخرين وهل نحتاج للبحث عن مساحة جديدة نكون فيها أنفسنا بكل صدق وحرية.
وتبقى الصداقة علاقة معقدة مليئة بالتحديات والأوقات الجميلة وكلما شعرت بأنك تم استثناؤك تذكر أن هناك مكانا آخر ينتظرك ومجموعة أخرى قد تكون أكثر صدقا واتساعا لروحك.