دائما وفي كل المحافل يحمل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين همّ القضية الفلسطينية رفيقا له على مدى التاريخ وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد جلالة الملك عبد الله الثاني على موقفه الثابت والواضح تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن هذه القضية لا تزال تحتل مكانة محورية في ضمير الأمة العربية والإسلامية، كما نوه جلالته إلى جرائم الاحتلال المستمرة ضد الفلسطينيين، وخاصة الأطفال والنساء، مما يستوجب صحوة ضمير عالمي وإدراك مدى فظاعة هذه الانتهاكات.
لطالما كان جلالته صوته عاليًا في المحافل الدولية، يطرق على ضمير العالم مرارًا وتكرارًا، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعادل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ولم يمل يوما من الوقوف إلى جانبهم، مذكرًا بأن قضية فلسطين هي همٌ أساسيٌ لا يغيب عن أذهان الهاشميين، تمامًا كما كان الراحل الملك الحسين بن طلال.
في خطابه، أعرب الملك عبد الله الثاني عن خيبة الأمل إزاء ضعف المؤسسات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، في تنفيذ القانون الدولي وحماية المدنيين الفلسطينيين، فالعدوان المستمر والجرائم الحربية التي يرتكبها الاحتلال تستدعي استجابة عاجلة وحاسمة، لكنه شدد على أن الصمت الدولي وتقاعس المجتمع الدولي عن فرض العدالة والإنصاف لا يخدم إلا الظلم.
واستحضر جلالته إرث الراحل الملك الحسين، الذي كان رمزًا للصمود والكرامة، مؤكدًا أن الحسين لم ولن يرضى بأن يستسلم أبناؤه وبناته، هذه المسيرة الهاشمية المليئة بالتضحيات والمواقف الثابتة تواصل الدفاع عن فلسطين، والملك عبد الله الثاني لا يكلّ عن حمل هذه الراية، يقاتل في الساحات السياسية والدبلوماسية الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ودعمهم في نضالهم العادل من أجل الحرية والاستقلال.
ورأينا كيف أرسل سيدنا وقائدنا جلالة الملك رسالة قوية للعالم محتواها أن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع إقليمي، بل هي مسألة أخلاقية وإنسانية، ويجب أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات ملموسة لتحقيق السلام العادل والشامل، متطلعًا إلى اليوم الذي يعيش فيه الفلسطينيون بحرية وكرامة على أرضهم.