إن المجتمع يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات المستمرة، غالباً ما نسمع حولنا عبارات تتردد في مسامعنا "تخصصك ليس له مستقبل" أو "ماذا ستفعل بعد التخرج من الجامعة بهذا المجال؟" وكأن هذه الكلمات تمثل أحكاماً نهائية على مصائرنا وأحلامنا. إن هذه التصريحات تعكس نظرة ضيقة ومحدودة، ولا تعبر عن الحقيقة الكاملة التي تقول إن الطموح والإرادة هما القويان اللذان يصنعان الفرص، وليس التخصص بحد ذاته.
يجب أن نتذكر أن النجاح لا يرتبط بنوع التخصص الذي نختاره، بل هو نتيجة للجهود التي نبذلها والإيمان الذي نحمله في قلوبنا. قال تعالى "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" الرزق مقسوم من الله، وأن هناك فرصاً قد تكون مخفية خلف الأبواب التي لم نفكر في فتحها.
كثير من العلماء والمفكرين واجهوا انتقادات كبيرة من المجتمع عندما اختاروا تخصصاتهم. كان يُقال للعالم "ألبرت أينشتاين" إن نظرياته في الفيزياء لا تملك أي تطبيق عملي، بل إن البعض اعتبرها مجرد خيال. ومع ذلك، أصر أينشتاين على متابعة شغفه، واستثمر كل طاقاته في دراسة مجاله. لقد أثبت للعالم أن الإبداع والإرادة القوية يمكن أن يغيرا مسار التاريخ.
بغض النظر عن الآراء المحبطة من الآخرين، فإن "الشخص الطموح" هو الذي يحول معرفته إلى عمل ويخلق الفرص لنفسه. لقد استثمر العديد من الناجحين في مجالات اعتبرت في يوم من الأيام غير مجدية، لكنهم بفضل شغفهم وتفانيهم أبدعوا وابتكروا، وحققوا نجاحات لم يكن يتوقعها أحد.
علماً لو "نفكر وتحديداً نشغل الدماغ" ندرك الطموح هو القوة الدافعة التي تدفعنا إلى تجاوز العقبات واستكشاف آفاق جديدة. فعندما نؤمن بقدرتنا على النجاح، نبدأ في رؤية الفرص بدلاً من التحديات. الطموح يصنع الفرصة، وعلينا أن نكون الأبطال في قصتنا الخاصة، وأن نؤمن بأن النجاح ليس مجرد نتيجة لتخصص معين، بل هو نتاج للإرادة والعمل الجاد.
لذا، إذا واجهتك تلك الأصوات التي تحاول تثبيطك، تذكر أن التخصص ليس هو المحور، بل أنت من تملك القدرة على تشكيل مسارك الخاص وتحقيق أحلامك. اجعل من طموحاتك الوقود الذي يدفعك نحو المستقبل، وكن واثقاً بأنك قادر على فتح الأبواب التي قد تبدو مغلقة.