تعتبر البادية الأردنية من أبرز معالم الأردن التاريخية والجغرافية، حيث لعبت دورًا بارزًا في تاريخ البلاد وكانت مسرحًا لأحداث مهمة، أبرزها الثورة العربية الكبرى، التي شكلت قوات البادية فيها نواة الجيش العربي الأردني. تمتد البادية عبر ثلاث مناطق رئيسية: البادية الشمالية، الوسطى، والجنوبية، وتحتوي على ألوية وأقضية متعددة كلواء البادية الشمالية الشرقية، ولواء الجيزة، ولواء القطرانة، وغيرها.
ورغم وجود أكثر من 82 ألف عامل في القطاعين العام والعسكري بالبادية، فإن نسبة البطالة فيها تبقى مرتفعة نسبيًا. تُعد البادية الأردنية غنية بالموارد الطبيعية مثل المياه الجوفية، والمعادن كالذهب والفوسفات، إلى جانب الثروة الحيوانية. كما تضم محميات طبيعية مثل محمية الأزرق ووادي رم، ما يعزز أهميتها البيئية والاقتصادية.
تتميز البادية الأردنية بنشاطها الزراعي وتوفرها على ثروات معدنية وصخرية متنوعة، تشمل معادن مثل البازلت، والبنتونايت، والنحاس، والذهب، والصخر الزيتي، والحجر الجيري، والرمل والسيليكا، والتي تمتاز بأهميتها الصناعية والاقتصادية. هذه الموارد تجعل من البادية محوراً استراتيجياً يمكن أن يُسهم في دعم الاقتصاد الوطني إذا تم استغلالها بشكل مستدام.
إلى جانب مواردها الطبيعية، تُعتبر البادية موطناً للعديد من المحميات الطبيعية التي تلعب دوراً في الحفاظ على التنوع البيئي، مثل محمية الشومري ومحمية وادي رم، ما يجعلها وجهةً مهمة للسياحة البيئية والثقافية.
البادية الأردنية ليست مجرد مساحة جغرافية مترامية الأطراف، بل هي رمزٌ للهوية الأردنية وعنوانٌ للعراقة والتاريخ. من خلال استثمارها بحكمة واستدامة، يمكن أن تصبح البادية الأردنية دعامةً أساسيةً للتنمية الوطنية ومركزاً للتقدم المستقبلي، لتستمر في كونها عمقاً استراتيجياً ورافداً اقتصادياً للأردن.