من أعظم النِّعم التي يعيش الإنسان في ظلالها هي نعمة الأمن في الأوطان، فهي الركيزة الأساسية لكل سعادة ورفاهية واستقرار. وكما دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه قائلاً: "رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا"، فإن نعمة الأمن تجعل الطاعات ممكنة، والحياة أكثر طمأنينة.
في الأردن، رجال الأمن العام يمثلون هذه النعمة على أرض الواقع. إنهم الساهرون على راحة المواطنين، العاملون في صمت لتحقيق السلامة العامة وضمان الأمن والاستقرار. لكن المؤسف أن هؤلاء الرجال يتعرضون أحيانًا لاعتداءات تنم عن جهل بقيمتهم ودورهم النبيل.
حادثة الاعتداء المسلح
ما دفعني للكتابة هو الحادثة المؤسفة التي شهدتها منطقة الرابية، حيث أطلق أحد المطلوبين والمُسجلين من أصحاب السوابق النار على مرتبات الأمن العام، ما أدى إلى إصابة بعضهم أثناء تأدية واجبهم. هذا الاعتداء لا يمكن وصفه إلا بأنه إرهابي، وهو جزء من سلسلة تهديدات يواجهها رجال الأمن العام، سواء كانت جسدية أو حتى لفظية.
ورغم كل هذه التحديات، لا يزال رجال الأمن العام يمارسون عملهم بكل تفانٍ وإخلاص، حتى وهم يتعاملون مع متظاهرين يرفعون صوتهم لأجل القضايا الكبرى مثل غزة، في حين أن رجال الأمن أنفسهم يحملون نفس الألم والوجع تجاه ما يحدث هناك.
من هو رجل الأمن العام؟
رجل الأمن هو أخي وأخوك، هو ابن عمنا وأحد أفراد مجتمعنا.
هو أول من تلجأ إليه إن وقعت في مأزق أو مكروه.
هو من يقف كالهرم في الشارع صيفًا وشتاءً، نهارًا وليلاً.
هو من يفطر على قارعة الطريق ليحمي إفطارك مع عائلتك.
هو الأب الذي يترك أبناءه ليحرس أبناءك، والأخ الذي يضحي من أجل سلامة الآخرين.
إنه العين الساهرة التي لا تنام، اليد القوية التي تحمي، والصوت الهادئ الذي يرد عليك في كل وقت لتلبية ندائك.
رسالة إلى المجتمع
لنحترم رجال الأمن العام ولنقدر جهودهم. إن الإساءة لهم بالكلمة أو الفعل هي إساءة لكل أبناء الوطن، بل للوطن نفسه. لا يجوز أن نغمطهم حقهم، فهم الدرع الذي يحمي هذا الوطن منذ الأزل.
دورهم الوطني
رجال الأمن العام هم الركيزة الأساسية لاستقرار الوطن. بفضل جهودهم الخلاقة والمتواصلة، نعيش اليوم في أمن وسكينة، ونمارس حياتنا بكل طمأنينة وسلام. عملهم المؤسسي الاحترافي يجعلهم قادرين على التصدي لكل الشرور وملاحقة الأشرار، وهم مستعدون دائمًا لبذل أرواحهم في سبيل الوطن.
حماك الله يا أردن، وأطال الله في عمر جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي نستلهم منه العزم والإصرار. كلنا جنود أوفياء للوطن والقائد، وسنبقى صفًا واحدًا في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار الأردن.