يلومني البعض أنني أكتب كثيرًا عن الأنثى، وكأن الحديث عنها أمر مستغرب أو متكرر. لكن، ليعلم الجميع أنني لا أكتب عنها لأنني أنثى، بل لأن واقع الأنثى في محيطي يحتاج إلى وعي أعمق وإدراك أصدق.
الأنثى بالنسبة لي ليست مجرد كائن يعيش بيننا؛ هي الحنان المتدفق، الهدوء الذي يملأ القلوب، الجمال الذي يزين الحياة، والسعادة التي تهبها لمن حولها. هي القوية حين يُطلب منها، والضعيفة حين تحتاج الحماية، وهي الحب بكل جنونه وبراءته. هي النظرة الخجولة التي تروي القلوب، الابتسامة الساحرة التي تشعل الأمل، وهي الصبر الذي يحتمل آلام العالم بصمت الكون كله.
الأنثى هي الأمل والعطاء بلا حدود، هي المحبة الغيورة التي تمنح دون مقابل، هي من تجعل للحياة معنى وللأيام طعمًا، هي الأخت والأم والزوجة والحبيبة، وهي قبل كل ذلك وبعده، النبض الذي يعطي للحياة استمراريتها.
يا سيداتي وسادتي، الأنثى ليست مجرد جزء من الحياة؛ هي الروح التي تضفي عليها الجمال والاحتواء. ورغم كل هذا، لا أدري لماذا يصر البعض على معاملتها بقسوة أو يتجاهل حاجتها للأمان والاهتمام!
إلى كل من يقرأ هذه السطور: كن جابرًا للأنثى لا كاسرًا لها، امنحها الحنان لأنها تستحق، وأيضًا لأن الله خلقها لتكون مصدر الحب والصفاء. لا تكن قاتلًا لأحلامها أو مدمرًا لروحها، ولا تجعل قلبها مقبرة لذكرياتك الباردة.
رسالتي اليوم موجهة لكل عقل راقٍ يدرك قيمة الأنثى ومكانتها، عسى أن نكون جميعًا من أولئك الذين يحسنون فهمها ويدركون جمالها وعظمتها، لتظل الأنثى كما أراد الله لها أن تكون: نورًا، حبًا، وأمانًا لا ينطفئ.