فَتْحُ مَكَّةَ (يُسمَّى أيضاً الفتح الأعظم) غزوة وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة (الموافق 10 يناير 630م) استطاع المسلمون من خلالها فتحَ مدينة مكة وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية وعند دخول المسلمين إلى مكة والأصنام تتساقط على وجهها على الأرض، ونادى مناديه بمكة قائلا : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره فطهر الله جزيرة العرب من رجس الوثنية، وهيمنة الأصنام والتماثيل .
وهنا أستذكر ما روي في عام ١٩٩٥ قامت أمانة عمان الكُبرى بالتجهيز للأحتفال بعيد ميلاد المغفور له جلالة الملك الحُسين بن طلال وبناء من البرونز تمثلاً لجلالة المغفور لهُ على الدوار الرابع في العاصمة عمان لتكون مفاجئة لهُ .
ولكن قام الطباخ السوداني في مطبخ جلالة الملك أفسد تلك المفاجئة عندما دخل غاضباً إلى جلالة الحُسين قائلاً لهُ ( جدكَ حطَّمَ الأصنام ) وها هم يبنون صنماً لك ، فغضب الحُسين وأتصل بأمين عمان في المساء وقال له : " أزيلوا التمثال فوراً واصهروه ولا تبقون منهُ اثرا " وتم ذلك في اليل قبل فجر ١٤ تشرين الثاني ١٩٩٥ .
لكن رندة حبيب، وهي من كبار مراسلي وكالات الأنباء في الأردن، وكانت مقرّبة من الدوائر اللصيقة بجلالة الملك الراحل الذي كانت تربطه بالصحافيين علاقة تتسم بالود، تلمّح إلى سبب آخر.
تقول حبيب إنها سألت الملك على مائدة غداء عن مصير التمثال، فأجابها بأنه قد يكون في أحد المخازن. وبعد صمت قصير قال لها إنه يمكن إزالة الرأس من التمثال، وإرسال باقي الجسم إلى حافظ الأسد للاستفادة منه.
ووسط موجةٍ من الضحك أعقبت ذلك، قال الملك حسين إنه علم أن التمثال صنع في كوريا الشمالية، وبذلك يكون منسجماً مع تماثيل الأسد التي لا تُحصى في سورية ونجد بان الاردُن خالي من التماثيل الخاصة بالعائلة الملكية .
مقارنة بالشقيقة سوريا ما رئيناه في الايام القليلة الماضية من تكسير للتماثيل اكبر دليل على عدم رغبة وحب لوجود مثل هذه التماثيل في الأماكن العامة أو تكون رمز .
وللعلم أن بشار الاسد طوال سنوات حكمه الثلاثة والعشرين لم ينصب بشار الأسد لنفسه تماثيل في سوريا، بل بقيت تماثيل والده حافظ التي يناهز عددها 3 آلاف موزعة في مختلف مدن البلاد، كتذكير رمزي ربما بأن سلطته أصلاً تأتي من والده الذي حكم البلاد بيد من حديد طوال ثلاثة عقود بعد انقلاب عسكري العام 1970، حتى لو زعم في تصريحاته الإعلامية الأخيرة أن والده لم يكن له أي دور في وصوله كإبن لمنصب الرئاسة بقدر ما وصل إليه بجهوده وعمله الوطني الدؤوب ولم يتم تدشين أي تمثال له إلا في الفترة السابقة عندما تم تدشين تمثال له في ريف حمص وغيرها من التماثيل ل قادة المليشيات وغيرهم من الرموز .
نحنُ خُلقنا على فطرة الإسلام وعلى نهج رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وخلقنا على حُب الاردن وآل هاشم والولاء لجلالة الملك المُفدى دون تماثيل أو مجسمات في الطرق والمنشأت لان أبا الحُسين ساكن في قلب كُل الأردنيين .
وفي الختام أقول اللهم أدم علينا نعمة الإسلام وأدم علينا آل هاشم الكرام وحفظ الله جلالة الملك المفدى وولي عهده الأمين وحفظ الله نشامى ونشميات الأردن وسدد خطى أجهزتنا الأمنية.