من أروقة جامعة اليرموك، حيث بدأت أولى خطواتها المهنية، إلى منصات عالمية في مجال الأبحاث والصحة العامة، استطاعت د. رهام غرايبة أن تجمع بين الشغف الأكاديمي، الإبداع الأدبي، والنشاط المجتمعي.
الصيدلة والإعلام: البداية
بدأت رهام مسيرتها برؤية تتجاوز إطار تخصصها. خلال دراستها للصيدلة في جامعة اليرموك، أطلقت برنامجًا إذاعيًا بعنوان "العيادة والطفلة" عبر إذاعة يرموك FM. البرنامج لم يكن مجرد نشاط إضافي، بل كان نافذة نحو عالم الإعلام الصحي، حيث ناقشت قضايا صحية بأسلوب يجمع بين التثقيف والتواصل الفعّال مع المجتمع.
ريادة الأعمال والعمل التطوعي
تقلدت رهام منصب مديرة الحرم الجامعي لجائزة Hult Prize، وهي مسابقة عالمية تعنى بريادة الأعمال الاجتماعية. من خلال هذا الدور، ساهمت في دعم الشباب لإطلاق مشاريع مبتكرة تعالج التحديات الاجتماعية. إلى جانب ذلك، قادت فرقًا تطوعية بارزة في مجالات الصيدلة والتنمية المجتمعية، وأسهمت في إطلاق مبادرات صحية ومعرفية ذات تأثير ملموس.
الإنجازات الأدبية والعلمية
على صعيد الكتابة، أصدرت رهام رواية إيلينا التي تبحر في قضايا فلسفية وإنسانية تتعلق بالزمن والوجود. كما أعدت كتاب Pharmadex، وهو مرجع متخصص في الأمراض الجلدية، يُستخدم كأداة تعليمية للصيادلة والأطباء.
وفي مجال الأبحاث، ساهمت د. رهام في نشر دراسات علمية عالمية تناولت قضايا ملحّة، مثل عودة ظهور الأمراض المعدية والتحديات الصحية الكبرى. أبحاثها تم نشرها في مجلات مرموقة، مثل International Journal of Surgery، مما عزز حضورها الأكاديمي عالميًا.
أدوار قيادية وعضويات مهنية
لم تقتصر جهودها على الجانب الأكاديمي، بل امتدت إلى النشاط السياسي والاجتماعي، حيث شغلت عضوية مجلس شباب 21 التابع لمركز "نحن ننهض للتنمية المستدامة"، وعضوية لجنة التدريب في نقابة الصيادلة الأردنية. كما انضمت إلى منظمات دولية مثل British Society of Nanomedicine وInternational Society of Pharmacovigilance.
التدريب الدولي والتأثير المجتمعي
لم تتوقف رهام عند الحدود الجغرافية، فقدمت تدريبات دولية لأفراد من نيجيريا وأفريقيا حول إدارة الوقت، مهارات التواصل، وحل النزاعات. هذه الدورات أكدت قدرتها على التأثير عالميًا وإلهام الأجيال الشابة في مناطق مختلفة.
شهادة نجاح متعددة الأبعاد
بين شغفها بالعلم، عشقها للكتابة، وحرصها على العمل المجتمعي، تمثل د. رهام غرايبة نموذجًا يُحتذى به للمرأة العربية الطموحة التي استطاعت الجمع بين الإبداع الأكاديمي والإنساني، مسجلة بصمة لا تُنسى في مسيرة الصيدلة وريادة الأعمال.