كل قطرة دم سقت نخيل الوطن، فارتفع شامخًا، وكل روح شهيد كَسرت قيود الطغيان، وكل يتيم غسل دموعه جسد أبيه الطاهر، تكتب اليوم الذكرى الثامنة لشهداء قلعة الكرك صفحة جديدة من الفخر والتضحية في سفر الوطن العظيم.
شهداؤنا الذين ارتقوا في معركة الشرف بقلعة الكرك لم يقدموا أرواحهم فحسب، بل جادوا بأغلى ما يملكون ليبقى الأردن آمنًا، عصيًا على كل من تسول له نفسه المساس به. كانوا شموسًا أشرقت بدمائهم الزكية لتنير طريق الحرية والعزة، ولتغرس في وجداننا معاني التضحية والإيثار.
دماء زكية وثبات لا يلين
في ذلك اليوم الذي حاول فيه أعداء الوطن تدنيس قلعة الكرك، وقف الشهداء بقيادة البطل العقيد الركن سائد المعايطة ورفاقه، ثابتين كصخور القلعة، يذودون عن كرامة الوطن وأمنه. أرواحهم الطاهرة ارتفعت في معركة خاضوها بشرف وعزيمة لا تعرف الخوف، ليثبتوا أن الأردن عصيّ على كل خائن أو متآمر.
تحية خجل وإكبار
في حضرة هذه الذكرى، يخجل الحرف أن يصف بطولاتهم، وتنكسر الشمس خجلًا أمام شموسهم. باسم كل أردني، نهدي سلامًا مليئًا بالمحبة والإكبار لكل شهيد خط بدمه ملحمة خالدة، وكل يتيم يفتخر بأن والده كان بطلًا حقيقيًا، وكل أم زفّت ابنها شهيدًا للوطن.
رحم الله شهداء قلعة الكرك الأبرار، وخلّد أسماءهم في سجل الخالدين. ستبقى أرواحهم منارة للأجيال، وستظل دماؤهم الطاهرة سياجًا يحمي الأردن، وذكرى تذكرنا دومًا أن الوطن غالٍ، ولا يُبنى إلا بالتضحيات.