حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني منذ 16 شهرا، خصوصا في قطاع غزة والتي أدت الى استشهاد أكثر من 46537 مواطن فلسطيني وإصابة 109,571 في هجمات قوات الاحتلال على غزة غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف الفلسطينيين اللذين ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم، وتتواصل أيضا في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة هجمات قوات الاحتلال والمستعمرين المتطرفين ضد المدنيين الفلسطينيين، الأمر الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 840 مواطن فلسطيني، بما في ذلك الأطفال، منذ أكتوبر 2023، بالإضافة إلى الإرهاب الممنهج من قبل المستعمرين بالإضافة الى سلسلة من الإجراءات والتدابير غير القانونية التي أدت إلى تهجير أكثر من 4250 مدني بشكل قسري خلال العام الماضي فقط .
وبينما يتواصل القصف الإسرائيلي تتفاقم أزمة الجوع والحرمان حيث يفتك الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة وتستمر في التفاقم، وسط نقص حاد في الإمدادات، وقيود شديدة على الوصول في ظل استمرار سرقة ونهب مسلح للمواد الغذائية وقد استنفد العاملين في المجال الإنساني من المنظمات الدولية كل طاقتهم ونفذت جميع الإمدادات في مستودعاتهم بينما تواصل حكومة الاحتلال رفضها لمعظم الطلبات لإدخال المساعدات الغذائية من معبر بيت حانون، إلى المناطق الواقعة جنوب وادي غزة، وأنه لا يزال حوالي 120 ألف طن متري من المساعدات الغذائية وهو ما يكفي لتوفير الحصص الغذائية للمواطنين بالكامل لأكثر من ثلاثة أشهر عالقة خارج غزة .
المجتمع الدولي يجب عليه القيام بواجباته تجاه منع القوة القائمة بالاحتلال من التسبب في المزيد من الموت والدمار والحرمان، وأهمية قيام المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف هجومها العسكري على الشعب الفلسطيني بشكل فوري، بما في ذلك اعتداءاتها على العاملين في المجال الإنساني والطبي والصحفيين، وضرورة وقف هجماتها على الأمم المتحدة والتحريض والحظر ضد الأونروا، والهجمات على القوافل الإنسانية والتي كان آخرها الاعتداء على قافلة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في الخامس من يناير.
لا بد من المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن ضرورة العمل على اتخاذ إجراءات سياسية وقانونية وإنسانية فورية لفرض وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم، والسماح بتبادل الأسرى، وإنقاذ أرواح الملايين من المدنيين الفلسطينيين المعرضين للخطر، بما في ذلك تأمين توفير المساعدات الإنسانية الفورية وغير المقيدة على نطاق واسع، على وجه الخصوص من خلال الأونروا، لجميع المدنيين في جميع أنحاء غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وضمان توفير الحماية للشعب الفلسطيني .
الوقت قد حان لفرض العقوبات وإجراء تحقيقات دولية مستقلة وشفافة لضمان المساءلة الكاملة، بما في ذلك التعويضات الكاملة، عن جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وأعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد شعبنا وعن كل الخسائر والمعاناة والصدمات التي تحملوها .
وقد حان الوقت أيضا لتحرير الشعب الفلسطيني من هذا الاحتلال الاستعماري غير القانوني ونظام الفصل العنصري وإقرار حقوقه غير القابلة للتصرف في العودة وتقرير المصير واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وفقا للقانون الدولي وتنفيذا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن بين شعوب المنطقة وضمان استقرارها .