لطالما كانت الحكومات الأردنية محطّ الأنظار والتحديات في سياقها السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومن بين الحكومات التي أثارت اهتمام المراقبين والمهتمين بالشأن العام، تبرز حكومة جعفر حسان كنموذج يتميز برؤية متجددة وإرادة لتحريك عجلة التنمية في ظروف غير سهلة.
تولى جعفر حسان منصبه في فترة حساسة، حيث كانت التحديات الاقتصادية على أشدها، والنقاشات العامة تتزايد حول قضايا البطالة، والمديونية، وسبل تعزيز الإصلاح الإداري. بفضل خبرته العميقة في المجال الاقتصادي والإداري، والتي اكتسبها من مناصبه السابقة في البنك الدولي ووزارة التخطيط والتعاون الدولي، استطاع حسان أن يقدم رؤية متميزة تستند إلى العمل المؤسسي وإشراك القطاع الخاص في عملية التنمية.
النهج الاقتصادي
ركزت حكومة جعفر حسان على نهج اقتصادي يتمحور حول الاستدامة والتوازن بين الحاجات الاقتصادية الملحة والمتطلبات الاجتماعية. كان الهدف الرئيسي هو تقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية من خلال تحفيز الاستثمار، وخلق بيئة مواتية للأعمال، وتعزيز دور الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقد عملت الحكومة على تنفيذ إصلاحات جريئة تتعلق بالضرائب وترشيد الإنفاق الحكومي دون المساس بالخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة. وقد لاقى هذا النهج ترحيبًا من بعض القطاعات، في حين أثار جدلاً واسعًا في أوساط أخرى.
الإصلاح الإداري
تميزت حكومة حسان بتركيزها الكبير على الإصلاح الإداري، حيث سعت إلى بناء منظومة حكومية أكثر شفافية وفعالية. تم وضع خطط لتطوير الكوادر الإدارية، واعتماد معايير تقييم الأداء، وتقليل البيروقراطية، بما يتيح تقديم الخدمات للمواطنين بصورة أسرع وأكثر كفاءة.
التحديات والانتقادات
رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة جعفر حسان، إلا أن التحديات لم تكن سهلة. فقد واجهت الحكومة انتقادات من قطاعات شعبية ونخب سياسية، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية التي شعر البعض بأنها أثقلت كاهل الطبقة الوسطى والفقيرة. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الانتقادات كانت متوقعة، نظرًا لطبيعة المرحلة وتعقيداتها.
إرث حكومة جعفر حسان
قد يكون من السابق لأوانه تقييم الإرث الذي تركته حكومة جعفر حسان بشكل كامل، إلا أن الملامح العامة تشير إلى أنها وضعت الأسس لنموذج جديد في إدارة التحديات الوطنية. قدمت هذه الحكومة درسًا مهمًا في مواجهة الصعوبات بروح واقعية، مع التركيز على الإصلاحات طويلة الأمد بدلًا من الحلول السريعة.
ختامًا، يمكن القول إن حكومة جعفر حسان جسدت حقبة مليئة بالدروس والعبر التي يمكن البناء عليها لتحقيق مستقبل أفضل للأردن، حيث تبقى القرارات الصعبة والمسؤولية المشتركة بين الحكومة والمواطنين مفتاحًا أساسيًا للتقدم.