منذ تولي الدكتور جعفر حسان رئاسة الحكومة في سبتمبر 2024، خلفًا لحكومة دولة بشر الخصاونة، الرجل الصامت الرزين، برزت ملامح جديدة في طريقة إدارة الملفات الوطنية. فقد أظهر الدكتور حسان رؤية متجددة تجمع بين التفاعل مع قضايا الشعب والتفكير العملي في الحلول الممكنة. وبالرغم من التحديات الاقتصادية والموارد المحدودة، يمضي بخطى واثقة نحو تحقيق التوازن بين تطلعات المجتمع وقدرة الدولة على تلبيتها.
اللافت في شخصية الدكتور حسان أنه ليس مجرد سياسي يعمل من مكتبه، بل هو قائد ميداني يتلمس نبض الشارع مباشرة. ومن الخطوات التي تُحسب له، انخراطه المباشر مع مختلف شرائح المجتمع، بدءًا من المراكز الصحية والمؤسسات والهيئات العامة، وصولًا إلى فئة غاية في الأهمية: الشباب. ففي اللقاء الأخير الذي جمعه مع الشباب في عجلون، تجلت أهمية هذه الشريحة التي تمثل الحاضر والمستقبل معًا. إن الاستماع إليهم، محاورتهم حول الخطط والبرامج، بل وإشراكهم في صنع القرار، يُعد تحولًا إيجابيًا يعكس إدراك الدولة لأهمية تمكين الشباب والاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم الخلاقة.
وكما يقول المثل: "على قد فراشك مد رجليك”، ندرك تمامًا أن الموارد محدودة، وأن الأزمات الاقتصادية تضغط على الجميع، لكن هذا لا يعني التخلي عن واجب الإصغاء إلى أصوات الشباب. هؤلاء الشباب يملكون رؤى وآفاقًا جديدة تتماشى مع التحديات الراهنة، وهي رؤى قد لا تتوفر للجيل السابق.
ما يقوم به دولة الدكتور حسان من حوارات مباشرة مع الشباب والشابات يمثل بادرة أمل حقيقية. هذا النهج ليس مجرد لقاءات عابرة، بل هو تأسيس لجسر من الثقة بين الحكومة وأبناء الوطن، ذلك الجسر الذي أصبح مفقودًا إلى حد ما في السنوات الأخيرة. الشباب بحاجة إلى من يسمعهم، يناقش أفكارهم وأحلامهم، بل وحتى أسباب هجرة بعضهم، ويبحث معهم عن سبل تحقيق طموحاتهم التي قد تعيقها الظروف الحالية.
وعليه، ندعو دولة الدكتور جعفر حسان إلى تكثيف هذه اللقاءات مع الشباب في كل مكان ينبض بالحياة الشبابية، حتى في المقاهي التي باتت ملتقى للأفكار والنقاشات. دعونا ننظر إلى الشباب كفرصة استثمارية لا تقل أهمية عن الموارد الاقتصادية، فهم العنوان الأبرز لنهضة الوطن.
الشكر موصول لدولتكم على هذه الخطوة الرائدة. استمروا بقوة، وافتحوا الأبواب أمام الأجيال القادمة لتشارك في صنع المستقبل. الوطن يحتاج إلى نبض الشباب، عقولهم، وأحلامهم. هؤلاء هم من سيبنون الغد، ومن واجبنا أن نمهد لهم الطريق.
ننتظركم قريبًا في جامعاتنا، وكل مكان يضم شبابًا شغوفين بخدمة وطنهم. دام الوطن ودامت قيادته الهاشمية.