عندما يحتفل الشعب الأردني بذكرى مولد الملك القائد، فإنهم يحتفلون بميلاد حامي حمى الأردن وصاحب الموقف الثابت على القيم الإنسانية كما تجاه الأمة قضيتها المركزية التي يحملها بنى هاشم قبل غيرهم فى القدس الهاشميه، كما فى غزة هاشم الابية التى لم يساوم عليها ولا على أهلها ثابت الموقف وعنوان البيت، مهما تحمل من كلف سياسية او اثمان اقتصادية الأمر الذي جعل من عيد ميلاد الملك القائد يشكل للأردنيين كما لفلسطين يوم الوقوف من صاحب الموقف وثابت العهد الذى يجسده الملك بقيادته الواثقه من حتمية نصرة القضية الفلسطينية واهمية الانتصار القانون الدولي الانساني حتى يبقى يشكل المرجعية الاممية التي تلجأ اليها الدول فى بيان صوت العدالة وانتصار صاحب الحق، وهو ما يشكل عنوانه سيادة القانون على الجميع، وهو ما جعل الملك ينتصر لقوة القانون على حساب قانون القوة الذي يريد البعض اسقاطه على المنطقة كما على قضاياها، وعلى الأمم المتحدة كما على مؤسساتها الأمر الذى جعل من الأردنيين يقفون مع هذا العنوان يلتفون صفا واحدا خلف الملك ورسالته التي تعتبر عن الحاضنة الوطنيه والقوميه والإنسانية بحاضرتها التاريخية التليدة.
وإذ يحتفل الشعب الاردني بالمنجزات التي تحققت بفضل قيادة الملك لسفينة الإنجاز، فإن الشعب الاردني بحاضنته العربية ومحتواها القيمي والإنساني يغتنم هذه المناسبة من أجل التأكيد على موقفه مع الملك ومع مواقفه التي تعبر عن قيمه، كما تعبر عن ما تقف عليه رساله الأردن تجاه فلسطين قضيته الوطنية وهي تتعرض للتصفية كما يتعرض شعبها للتهجير الأمر الذى جعل من كل الاردنيين ينشدون انشودة الحق والعدالة التى عنوانها فلسطين حتى التحرر وجلاء الاحتلال كما يقول للملك المعزز سر بنهجك فنحن معك كما كنا على الدوام.
أن حكم الملك عبدالله الذي يتميز بالتسامح والنجاح في إدارة الأزمات جعل من السمة الظاهرة للمجتمع الاردني تحمل ذات المنهجية وترسم نفس العلامة الفارقة بين المجتمعات، ويؤكد الملك عبدالله على عمق نجاحه بتحويل كل المنعطفات الموضوعية التى تؤثر على الأردن إلى منطلقات ذاتية تزرع الأمل فى النفوس وتغذى روح الإرادة عند كل الاردنيين، وهو العامل الذي جعل من اردن النشامى يحقق نجاحات فى كل منازله يخوضها من أجل ذاتية قوامه عبر مسيرته الممتدة منذ استلام الملك المعزز سلطاته الدستورية، والتى بدءها عندما تعامل بحرفية لاحتواء تداعيات الأزمة العراقية، كما قام بخطوة استدراكية أخرى حافظ فيها على القيمة النقدية للدينار إثر تعامله من أزمة الاقتصاد العالمي، كما قام بتقديم الأردن باعتبارها واحة للأمن ونموذج للامان طيلة تعامله مع متغيرات حالة الربيع العربي التي عصفت بالمنطقة وأنظمتها برمزية إحتواء.
كما حافظ الملك المعزز على منهجية حكمه الديموقراطي عندما استمر بإجراء الانتخابات النيابية دون انقطاع فى المشهد العام بل وعززها بمساحات من الحرية في الفضاءات الاردنيه، عمل عبرها لتحديث الأركان الدستورية لتكون ملائمة مع مقتضيات المرحلة الاصلاحية بكل ما فيها من عناوين كما عمل بعد ذلك للتعاطي باقتدار مع مسألة الإرهاب وحرب داعش بكل ما رافقها من تداعيات، وقدم الأردن خلالها باعتباره المحارب الأول والفارس المقدام في الحرب العالمية ضد التطرف والغلو والإرهاب بصورة قدم فيها المجتمع الأردني باعتباره مجتمع نموذج في الوسطية والاعتدال.
وعمل الملك المعزز على التعامل مع مناخات كورونا بعلامة فارقة اخرى ميز فيها الاردن و رسالته عبر الجيش الأبيض بمحتواه الاحترازي والعلاجي حيث مزج فيها بين الانضباطية العسكرية والمعرفة الصحية، ليشكل بذلك كله علامة فارقة للتعامل مع الأصول الوقائية والتعاطي مع المقتضيات العلاجية للحالة الوبائية ليأتي ذلك كله عبر وسائل منضبطة، وهو ما جعل الأردن يشكل نموذجا بالتعامل مع الأحداث الجسام التي اعتاد الأردن للتعامل معها وتجعله هذه الاحداث اكثر صلابة وأكثر قوة ومنعه وتجعل من قيادته للمشهد العام محط احترام وتقدير بين المجتمعات بعناوين من الفروسية والعزيمة والاقتدار.
ولان ميلاد الملك المعزز يشكل عنوانا سياسيا للعمل العام، ويعتبر ميلاد الملك المعزز يوما للبيان السنوي للأحداث فقد تميز الإنجاز السنوي للعام الفائت بتظاهرة حملت معاني عميقة لرمزية الدولة و صلابتها، وأظهرت قوة الدولة بصدق التفاف شعبها خلف الملك القائد باحتفالات اليوبيل التي طاف فيها الملك كل المحافظات عبر تظاهرة شكلت حدث وطني جسدت معاني كبيره بجملة سياسية واجتماعية وشعبية وأمنية حرصت على تقديم اردن المنجز والإنجاز، أظهرت قوة الدولة الأردنية وعظيم مكانتها بتقديم الاردن لرسالة بأبها صورة وهو المشهد الذى شكل الصورة الأبرز في الفصل الأول من عام الانجاز.
أما المسألة الثانية فهي مسألة تعامل الأردن بفصل آخر من الإنجاز عندما استطاع باقتدار من التعامل مع حرب غزة وفق محتوى فيه ابداع دبلوماسي استطاع الأردن عبره من تقديم الغطاء السياسي للمقاومة الفلسطينية، كما قام بشرح الجمل السياسية وبيان المواقف المناصرة للقضية ولملمة الأوراق العربية المتناثرة وجعلها فى المكانه الداعمة للقضية الفلسطينية مهما تنوعت روافعها وتعددت اتجاهاتها، لكن من المهم بيان نماذجها في حالة القطاع المحاصر وكيفية التعامل معه ودعمه سياسيا وانسانيا بما يثبت هويته الميدانية.
كما عمل الأردن ضمن دبلوماسية سياسية واصله ووازنه لدعم الجانب الآخر للمعادلة الفلسطينية لما يقف عليه الميدان من أحداث، وحالة القدس والضفة المحتلة والتي من المهم إسناد حضورها وتعزيز صمودها بما يجعلها قادرة على مواصلة مشوارها من أجل التحرر والاستقلال، وهي نماذج تحمل مدلولات مختلفة لكن من المهم دعم جوانبها جميعها بأدوات شعبية ودبلوماسية وقانونية وإنسانية وسياسية بحيث تكون داعمة لكل أشكال المقاومة التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في مقاومته للمحتل.
وأما على صعيد التواصل الشعبي فلقد استطاع جلالة الملك أن يقدم سمة جديدة في التعامل الوجاهي جعلت من بيت الأردنيين الذي أصبح مقصد وعنوان سياسي وشعبي، عندما عمل جلالة الملك على بناء حلقة متصلة في بيت الاردنيين مع كل الفعاليات الشعبية بصورة جعلت الكل الأردني قادر على التواصل مع بيت الاردن بطريقة فريدة، وهو ما جعل من الملك المعزز بنهجه يشكل علامة فارقة شعبية كما شكل علامة فارقة سياسية واجتماعية ميزته وامتاز بها.
وأما السمة التى لازمت الملك المعزز منذ استلامه لسلطته ودون انقطاع فهي مسألة دعمه الكامل للمؤسسه العسكريه وعنايته بالمؤسسه الامنيه عبر استمرارية التواصل معها ومع قياداتها، وهو ما يؤكد عليه الملك المعزز عبر مجمل نشاطاته وبيان رسالته الأمر الذي يدل على ثقته الاكيدة بدور هذه المؤسسات ومكانتها.
ولم تكتفى رسالة الملك المعزز بالحماية والعناية، بل راحت الى مستوى الرعاية لتطوير دور القطاع الصحي والمنهاج التعليمي وتطوير أنظمة المؤسسات ضمن استراتيجية عمل اشتملت على الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري في كل مفاصل العمل، وهو ما جعل من عيد ميلاد الملك المعزز عنوان للتقدير ومحطة للثناء على ما تم إنجازه من عطاء موصول ميزة الإنجاز، وهذا ما يجعلنا نحتفل بهذه المناسبة بإطلاق مبادرة تحمل عنوان نحو "توثيق للمنجز الوطنى" بدعوة عنوانها الالتفاف حول الملك المعزز ورأيته الماجدة بمسيرات داعمة تؤم الديوان الملكي.