شهدت العاصمة الهولندية لاهاى، يوم الأحد، واحدة من أضخم المظاهرات السياسية التي عرفتها البلاد منذ نحو عشرين عاما، حيث احتشد عشرات الآلاف من المواطنين، مرتدين ملابس باللون الأحمر، في مسيرة حاشدة نددت بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. ورفع المحتجون شعارات تطالب بوقف المجازر وتحث الحكومة الهولندية على اتخاذ موقف حازم تجاه ما يجري.

منظمات حقوقية تؤكد مشاركة أكثر من 100 ألف شخص

وفقًا لما نشرته صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، فقد قدّرت منظمات حقوق الإنسان، من بينها منظمة العفو الدولية، ومنظمة إنقاذ الطفولة، وأطباء بلا حدود، عدد المشاركين في المظاهرة بأكثر من 100 ألف شخص. وامتدت التظاهرة لتشمل جميع أطياف المجتمع الهولندي، من الشباب وكبار السن وحتى الأطفال، الذين خرجوا برفقة عائلاتهم حاملين شعارات مناهضة للعدوان ومؤيدة للعدالة الإنسانية.

لافتات مؤثرة ورسائل موجهة للحكومة

من بين المشاهد الإنسانية اللافتة، كانت مشاركة المعلمة روس لينجبيك وزوجها، ومعهما طفلتهما البالغة من العمر 12 أسبوعًا، نائمة في حاملة أطفال، بينما يحمل والدها لافتة كتب عليها: "نأمل أن تكون هذه دعوة للاستيقاظ للحكومة". وقد تجمّع المتظاهرون أمام مقر الحكومة والمحكمة الهولندية، في مشهد عبّر عن الغضب الشعبي العارم من استمرار صمت الحكومات الأوروبية على ما يحدث في غزة.

أصوات مناهضة للعدوان تتحدى الصمت

شارك ديفيد برينس، البالغ من العمر 64 عاما، في التظاهرة التي انطلقت من ساحة تطل على الكنيس اليهودي الذي كان يرتاده في طفولته، مؤكدا أنه خرج "ليُسمع صوته ضد الفظائع الإسرائيلية". وقد أكدت العديد من الشخصيات العامة والمواطنين أن صمت الدول الغربية لم يعد مقبولاً، وأن المواقف السياسية يجب أن تتغير في ضوء الانتهاكات المستمرة.

مناشدات بوقف الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل

وفي خطاب حاد، دعت مارجون روزيما، ممثلة منظمة العفو الدولية، الحكومة الهولندية إلى التوقف الفوري عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم السياسي أو الاقتصادي أو العسكري لإسرائيل، في ظل استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما يشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي. كما دعا وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب الأسبوع الماضي إلى إعادة النظر في اتفاقية التجارة الأوروبية مع إسرائيل بسبب الحصار الذي تفرضه على غزة.

سياسات إسرائيل ودعوة المقاطعة

تكشف المظاهرة التاريخية التي شهدتها لاهاى عن تحول كبير في الرأي العام الأوروبي تجاه السياسات الإسرائيلية، حيث بدأت الأصوات الداعية للمقاطعة والتحرك القانوني تتزايد، وسط ضغوط على الحكومات الغربية لاتخاذ مواقف أكثر عدالة تجاه المأساة المستمرة في قطاع غزة.