منذ تسلّمه حقيبة وزارة الثقافة، شكّل معالي الأستاذ مصطفى الرواشدة علامة فارقة في المشهد الثقافي الأردني، ونجح في إرساء حضور جديد للوزارة كمؤسسة فاعلة في تعزيز الهوية الوطنية ودعم الفعل الثقافي والفني بكافة أشكاله. وقد تجلّى هذا الدور بشكل واضح وملموس في مهرجان جرش للثقافة والفنون، الحدث الثقافي الأبرز على الساحة الأردنية والعربية، والذي أصبح بفضل رعايته ودعمه صورة مشرفة للأردن وإبداعه.
جرش... من مهرجان إلى مشروع وطني ثقافي
لم يتعامل الوزير الرواشدة مع مهرجان جرش كمجرد فعالية موسمية أو مناسبة فنية، بل انطلق في رؤيته منه كمشروع وطني يعكس حضارة الأردن وتنوعه الثقافي، ويخاطب العالم بلغات الفن والموسيقى والشعر والمسرح. عمل الرواشدة على توسيع رقعة المشاركة المحلية في المهرجان، فأصبحت الفرق الأردنية حاضرة بقوة، وتم منح المبدعين الشباب من مختلف المحافظات مساحات حقيقية لعرض مواهبهم، مما عزّز الانتماء الثقافي لدى الأجيال الجديدة.
كما حرص معاليه على أن تتضمن فعاليات المهرجان أمسيات شعرية وأدبية وندوات فكرية تسلط الضوء على قضايا المجتمع، وتناقش سُبل النهوض بالمشهد الثقافي، في إطار من الانفتاح والتعددية الفكرية.
دبلوماسية ثقافية... ورسائل فنية للعالم
أدرك الرواشدة مبكرًا أن الثقافة ليست محلية فقط، بل هي لغة دبلوماسية ناعمة تخاطب الشعوب وتبني الجسور، ولذلك وجّه الدعوات إلى فرق وفنانين من مختلف الدول، وحرص على أن تكون منصات جرش مفتوحة للتبادل الثقافي بين الأردن والعالم. وهكذا تحوّل المهرجان في عهده إلى ساحة للحوار الحضاري وملتقى للفن العابر للحدود، دون أن يغيب عن وجدان المهرجان نَبض الأرض الأردنية وثقافتها الأصيلة.
حضور ميداني وتواضع كبير
ما يميز مصطفى الرواشدة ليس فقط سياساته الثقافية، بل حضوره الإنساني والميداني اللافت. فهو يتنقل بين المدرجات والمسارح والمواقع التراثية، يُصغي للفنانين، ويتابع أداء الفرق، ويستمع إلى الجمهور، في مشهد نادر بين المسؤولين. ولعل هذا التفاعل المباشر هو ما جعل حضوره في مهرجان جرش رمزًا للالتزام والانتماء للثقافة الوطنية، حيث لا تكلّ جهوده في تمكين الفنان المحلي، والدفاع عن حقوقه، وفتح الآفاق أمامه.
أيقونة وطنية ووجه مضيء للثقافة
. فهو ليس مجرد وزير، بل أيقونة ثقافية وطنية تمثل نموذجًا للمثقف المسؤول، الذي يدرك أن الثقافة ليست ترفًا، بل قوة ناعمة تصنع وعياً، وتبني مجتمعًا، وتنهض بوطن.
من خلال دعمه اللامحدود للفنان الأردني، وفتح أبواب وزارة الثقافة أمام الجميع، وتعزيز الفضاءات الإبداعية في الميدان، يواصل الرواشدة رسم ملامح نهضة ثقافية أردنية، تؤسس لمستقبل أكثر إشراقًا، يكون فيه الإبداع ركيزة أساسية من ركائز التنمية الوطنية.