خلال أقل من ٤٨ ساعة، فقدنا ثمانية من شبابنا في الاردن في حوادث سير مأساوية، كان سببها الرئيسي السرعة المفرطة والانشغال بالهواتف المحمولة. ثمانية أحلام توقفت فجأة، وثمانية بيوت غمرها الحزن، وكل ذلك نتيجة لحظة تهوّر أو رسالة هاتف لا تستحق أن تُفقد من أجلها حياة كاملة.
هذه الأرقام لم تعد مجرد إحصاءات عابرة، بل هي ناقوس خطر يطرق أبواب بيتونا، ويضعنا جميعاً أمام مسؤولية كبيرة
إن القيادة ليست مجرد مهارة، بل مسؤولية أخلاقية ووطنية، لأن من يجلس خلف المقود لا يحمل حياته فقط، بل يحمل أرواح الآخرين أيضًا. السرعة ليست بطولة، بل طريق قصير نحو النهاية. الهاتف ليس أولوية أثناء القيادة، بل عدو صامت يخطف التركيز ويقتل بلا إنذار.
إننا، إذ نترحّم على شبابنا الذين رحلوا، نوجه نداءً من القلب إلى شبابنا،*كونوا قدوة في الالتزام والانضباط على الطرقات، فأنتم مستقبل الوطن وطاقته التي لا تُعوض. ولنجعل من قيادتنا مثالًا للوعي والمسؤولية، قبل أن نخسر المزيد من الأرواح والأحلام.