كثيرا ما نتحدث عن تحالفات ببن الكثير من الدول ولكن هل التحالفات بين دول الشرق الأوسط( العربية خاصة) هي تحالفات حقيقيه ام هي اعلاميه فقط؟.. وهل تحالفات دول الشرق الأوسط مع الغرب هي تحالفات حقيقيه ام لخدمة المصالح الغربيه فقط؟...
لقد أظهرت ضربة اسرائيل لقيادات حماس في قطر المعنى الحقيقي للتحالف.. عندما وضع التحالف الأمريكي مع قطر من جهة ومع إسرائيل من جهة أخرى في الميزان وعلى المحك ... هنا ظهر معنى التحالف الحقيقي الأمريكي الذي وقف الى جانب إسرائيل...اليست قطر من أفضل حلفاء أمريكا في المنطقه... اليست قطر راعية المفاوضات وعلى ارضها بين اسرائيل وحماس... اليست قطر من استضافت العديد من المفاوضات الداعمه للسلام وجميعها بتوجيهات امريكيه .... فإذا كانت قطر هي من اقوى الحلفاء لامريكا في المنطقه اضافه الى الدعم القطري اللامتناهي لامريكا والذي يظهر من خلال تواجد أكبر القواعد الأمريكية في المنطقه في قطر فضلا عن الدعم الاقتصادي والسياسي الذي تقدمه قطر لأمريكا من خلال رعاية الكثير من المفاوضات لحل أزمات بدأتها امريكا ' ومع كل هذا الا ان أمريكا لم تراعي كل ذلك عندما أصبح الموقف يتعلق باسرائيل .... فكيف اذا وضعت أمريكا على المحك للمفاضلة بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقه... وهذا ما أدركته السعوديه بأن التحالف مع أمريكا لن يكون حقيقيا الا اذا كان يخدم إسرائيل او اية مصالح شخصية لامريكا... فأولوية أمريكا هي خدمة إسرائيل اولا ثم مصالح الإدارة الامريكية... أما بالنسبة للدول الأخرى التي تعتبر نفسها حليفة لامريكا حيث تعتبر أمريكا وعلى لسان الكثير من المحللين الامريكان بأن هذه الدول ليست حليفه وانما هي أدوات تستخدمها أمريكا لتحقيق مصالحها...
من هنا يجب أن تدرك جميع دول المنطقه بأنها ليست بمنأى عن الاعتداءات الإسرائيلية وغطرستها لفرض ارادتها ونفوذها وسعيها لتحقيق مشروعها التوسعي الأمر الذي يتطلب البحث عن حليف حقيقي يراعي مصالح الطرفين... ولكن من البديل.....
هل روسيا التي تعتبر نفسها دولة عظمى قادرة على أن تكون حليف حقيقي مع دول المنطقه ضد الغرب وخاصه بعد أن ظهر ضعفها في عدم المقدرة على حسم حربها مع أوكرانيا....
هل الصين قادرة على أن تلعب هذا الدور في ظل حساسية موقفها مع الغرب....
هنا يظهر الخيار الذي قد يكون الامثل( بالرغم من صعوبة ذلك ) وهو تحالف عربي _ عربي/ عربي _إسلامي والذي قد يعزز قدرات الكثير من دول المنطقه لتكمل بعضها البعض... فالموقع الاستراتيجي لبعض الدول وقوة الاقتصاد لدى بعضها والقوة العسكريه لاخرى يساهم كثيرا في تكامل عناصر القوة لدول التحالف....
باختصار فإن اعتداء إسرائيل على سيادة قطر خلف الكثير من التحركات والتوجهات والتي قد تعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط :
_ بيان حقيقة الإدارة الأمريكية الداعمة لإسرائيل بشكل مطلق دون النظر ومراعاة اية مصالح او تحالفات مع دول أخرى ضمن المنطقه حيث تنظر إلى هذه الدول بأنها اداة لتنفيذ مصالحها وحماية إسرائيل
_ اتفاقية الدفاع المشترك بين الباكستان والسعودية وحديث عن زيارة رئيس الأمن القومي الإيراني للسعوديه ترسل إشارة لامريكا بأنها لم تعد موضع ثقة
_ التمرين المشترك بين القوات المصرية والتركية يعبر عن تقارب وجهات النظر للوقوف في وجه التغطرس الإسرائيلي المدعوم بالإدارة الأمريكية
_ زيارة سمو الشيخ تميم إلى الأردن ولقاء أخيه جلالة الملك عبدالله والاجتماعات السريه بينهما تشير إلى اتفاق الطرفين على وحدة وجهات النظر وقد تسفر عن تعاون تظهر ملامحه لاحقا
_ رعونة دولة إسرائيل ومن خلفها أمريكا في معالجة الكثير من القضايا قد تجر المنطقه إلى دوامة غير معروف نهايتها
_ يبدو أن هناك ميول لدي الكثير من الدول العربيه في إيجاد والبحث عن حليف بديل لامريكا من خلال تحالف مع دول عظمى او تحالفات إقليمية تدعم موقفها في مواجهة المشروع الإسرائيلي التوسعي وهذا ما لن ترضى عنه أمريكا وستسعى جاهده لأبطال هذه التحالفات
نهاية القول... هل ما يجري من كل هذه الأحداث سيعيد تشكيل المنطقه ...ام هي وكما نقول (زوبعة وتعدي) فلننتظر لنرى ما ستسفر عنه قادم الأيام ....واخيرا نرجو من الله أن ينصر أهلنا في غزة وأن يجمع ويوحد الأمتين العربية والإسلامية لما فيه خير الإسلام والمسلمين وبما ينشر السلام في المنطقه وأن يحفظ وطننا الغالي الذي يقف على خط المواجهة مع اسرائيل..