في يومٍ من أيام الخير، السبت الثامن من نوفمبر لعام ٢٠٢٥، عادت البسمة إلى الوجوه والسكينة إلى القلوب، حين اجتمع أبناء العمومة من عشيرتي البريزات والسليمات من بني حميدة – عيال السياح، ليُعلنوا أمام الله والناس أن ما يجمعهم من دمٍ ونسبٍ وتاريخٍ، أكبر من أي خلافٍ عابر.
لقد انتصر النبل على الجفاء، والعقل على العناد، فعانقت القلوب بعضها بعد سنينٍ من الخصام، وارتفعت راية الصلح شامخةً، تحمل في طيّاتها رسالة عظيمة:
أن العفو لا يضعف صاحبه، بل يرفع قدره، وأن التسامح لا يُنقص من الهيبة، بل يزيدها عزًّا ووقارًا.
شكرًا لكل من سعى وسهر وبذل الجهد من أجل هذا الصلح المبارك،
وشكرًا خاصًا للشيخ بدر يحيى الهروط وصحبه الكرام، الذين واصلوا الليل بالنهار، وجعلوا من الحكمة جسرًا تعبر عليه القلوب نحو الصفح والوئام، فجزاهم الله خير الجزاء وجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم.
كما نتوجه بالشكر والتقدير لشيوخ ووجهاء مادبا الكرام، ولكل رجالات بني حميدة – عيال السياح الذين وقفوا صفًا واحدًا، ساعين لجمع الكلمة وتوحيد الصف، مؤمنين أن من يُصلح بين الناس، له أجرٌ عظيم عند الله.
اليوم ليس يوم صلحٍ فحسب، بل يوم انتصارٍ للأخوة والكرامة، يومٌ عاد فيه المجد إلى ديار بني حميدة، فعادوا كما عهدناهم دومًا:
رجالًا من معدنٍ أصيل، وأبناء عزوةٍ لا تنكسر، وقلوبٍ لا تعرف إلا الصفح والعطاء.
الحمد لله الذي ألّف بين القلوب، وجمع الكلمة، ووحّد الصفّ.