تواجه الجامعات في الأردن العديد من التحديات الاجتماعية التي تتمثل في النزاعات والصراعات بين الطلاب، وهي ظاهرة قد تؤثر سلبًا على البيئة التعليمية ومستوى التعاون بين الطلاب. ولهذا، تبرز أهمية التوعية المجتمعية والتوجيه الثقافي والديني كوسيلة فعالة لمعالجة هذه الظواهر السلبية. فتوعية الطلاب بقيم التسامح، والعفو، وحب الخير للآخر، تشكل سبيلاً للحفاظ على وحدة الصف الجامعي وتقوية الروابط الاجتماعية.
يأتي الإسلام بتعاليمه الحكيمة ليكون الدليل الأساس في بناء شخصية الطالب المسلم، حيث يُعلمنا القرآن الكريم والسنة النبوية الكريمة قيم السلام والمحبة. قال تعالى: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (النساء: 128)، ويُذكّرنا النبي محمد ﷺ بأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، مشيرًا إلى ضرورة التضامن والتكاتف بين أفراد المجتمع.
وتعتمد البيئة الجامعية على تفعيل هذه القيم من خلال تشجيع الحوار الهادف، والاحتكام إلى العقل والحكمة بدلاً من العنف والخصام. فالعنف بكل أشكاله محرّم في الدين الإسلامي ومرفوض في المجتمعات المتقدمة، وينبغي أن يكون التعامل بأسلوب الأخلاق الرفيعة والمودة بين الطلاب هو السائد، مما يساهم في بناء بيئة تعليمية آمنة ومنتجة.
كما أن التسامح والعفو يمكّناننا من تجاوز الأزمات والخلافات بسهولة، ما يعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة بين الطلبة، وينعكس إيجاباً على مجتمع الجامعة بأكمله. ولقد أكد الإسلام على أهمية هذه القيم، مشجعاً الجميع على تطبيقها في حياتهم اليومية لإرساء السلام والوئام.
في الختام، فإن العمل على غرس قيم التسامح والتعاون بين طلاب الجامعات هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الطلبة والإدارات الجامعية وأولياء الأمور، من أجل بناء مستقبل مشرق لوطننا الحبيب الأردن، تحت ظل قيادته الهاشمية الحكيمة، في ضل حضره صاحب الجلاله الهاشميه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.