داود حميدان – قال الحكم الدولي في كرة السلة مالك أحمد مطر آل الحصان إن الارتقاء بمستوى التحكيم في الأردن والمنطقة يتطلب الاستثمار الجاد في تدريب الحكّام، وتطوير قدراتهم الفنية والبدنية والمعرفية، باعتبارهم جزءًا رئيسيًا في نجاح اللعبة وضمان نزاهة المنافسات الرياضية.
وأكد أن التحكيم لم يعد مجرد إدارة للمباراة داخل الملعب، بل هو منظومة متكاملة تتطلب وعيًا، لياقة عالية، وقدرة على اتخاذ قرارات دقيقة في أجزاء من الثانية، إضافة إلى فهم عميق لقوانين اللعبة وتفسيرها الصحيح.
الخبرة الدولية ركيزة لصقل المهارات
وبيّن الحصان، الحاصل على بكالوريوس الإدارة والتدريب الرياضي من الجامعة الهاشمية بتقدير جيد جدًا، أن مشاركته في نهائيات غرب آسيا وعدد كبير من المباريات الدولية، إلى جانب تكليفه رسميًا للتحكيم في تصفيات كأس العالم لكرة السلة، شكلت محطات مهمة في مسيرته، مكنته من اكتساب خبرة واسعة في التعامل مع المباريات الحساسة التي تحتاج إلى حكّام ذوي مستوى عالٍ من الحياد والاحترافية.
وأضاف أن تحكيم البطولات الدولية يضع الحكَم أمام مسؤولية كبيرة، ويتطلب فهمًا دقيقًا لكل تفاصيل اللعبة، من أساليب اللعب، إلى أنماط الفرق، وسرعة اتخاذ القرار.
التدريب لا يتوقف عند الملعب
وأوضح الحصان أن تطوير الحكّام الرياضيين لا يقتصر على التدريب داخل الميدان، بل يشمل تعزيز قدراتهم الذهنية والبدنية والمعرفية من خلال الدورات المتخصصة، مؤكدًا أن الحكَم الناجح يجب أن يمتلك القدرة على التحمل، والتركيز، وإدارة الضغوط التي قد تترافق مع المباريات الجماهيرية.
وأشار إلى أهمية مواكبة التطورات العالمية في قوانين كرة السلة، والتحديثات السنوية التي تصدرها الاتحادات الدولية، مؤكّدًا أن التحكيم الحديث يعتمد على تحليل المواقف واتخاذ القرار السليم في أقل من ثانية.
أستاذ تربية رياضية وصاحب خلفية أكاديمية قوية
ولفت الحصان إلى أن عمله أستاذًا للتربية الرياضية في المدارس الأمريكية ساهم في تعزيز مهاراته في التواصل والتعليم الرياضي، مشيرًا إلى أن الجانب الأكاديمي يكمل الجانب العملي في مسيرته، ويمنحه فهمًا أعمق لمبادئ التدريب واللياقة والتغذية والسلامة الرياضية.
وقال إن حصوله على عدد من الدورات المتخصصة في مجالات اللياقة البدنية، التدريب الرياضي، والتغذية، أسهم في تطوير رؤيته حول الأداء البدني وكيفية تعامل الرياضيين مع الضغوط البدنية والنفسية أثناء المنافسات.
نحو بيئة تحكيمية أكثر احترافية
ودعا الحصان إلى تعزيز التعاون بين الاتحادات الرياضية والمؤسسات التدريبية لتوفير برامج تطوير شاملة للحكّام، تعتمد على المحاكاة، والتقييم، والمراجعة الدورية للأداء، مؤكدًا أن الحكّام هم جزء أساسي في نجاح البطولات ورفع مستوى الرياضة الأردنية.
وختم الحصان حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في التحكيم هو استثمار في مستقبل اللعبة نفسها، وأن تطوير الحكّام يسهم في خلق بيئة رياضية عادلة واحترافية، ويعزز من ثقة اللاعبين والجمهور في منظومة الكرة الأردنية.