شهدت الحدود الأردنية–السورية في الآونة الأخيرة تطورات أمنية متسارعة، تمثّلت في تصاعد نشاط شبكات تهريب المخدرات والأسلحة، وتزايد محاولات التسلل المنظّم، في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني التي تشهدها بعض المناطق الجنوبية من سوريا. وقد فرضت هذه المعطيات على الأردن التعامل معها بحزمٍ ومسؤولية، حمايةً لأمنه الوطني وصونًا لسيادته.
غير أن الرد الأردني جاء حاسمًا وواضحًا، حين تحركت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، بسرعة وقوة واحترافية عالية، فأحبطت محاولات التسلل، وفرضت سيطرة ميدانية كاملة، مؤكدة أن الأردن لا ينتظر التهديد على حدوده، بل يكسره عند مصادره. ولم يكن هذا الرد إجراءً أمنيًا تقليديًا، بل قرارًا سياديًا صلبًا يؤكد أن أمن الأردن خط أحمر، وأن الدولة الأردنية تمتلك الإرادة والقدرة على الحسم.
وفي هذا السياق، تبنّت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي نهج الردع الاستباقي، فنقلت المواجهة إلى منابع التهديد بدل انتظارها على خط الحدود، من خلال اشتباكات ميدانية محسوبة، وضربات جوية دقيقة استهدفت أوكار شبكات التهريب وبُناها التحتية. وقد أسهم هذا النهج في تفكيك تلك الشبكات، وتدمير قدراتها اللوجستية، وقطع شرايين إمدادها، وإفشال محاولاتها فرض معادلات أمنية جديدة على الحدود الأردنية، بما يكرّس التفوق الميداني للدولة ويعيد ضبط المشهد الأمني وفق قواعد السيادة الوطنية.
وتزداد خطورة هذا التحدي في ظل وجود تنظيمات إرهابية متطرفة تنشط في بعض مناطق الجنوب السوري، مستفيدة من هشاشة السيطرة الأمنية وتعدد مراكز النفوذ. وتشكل هذه التنظيمات خطرًا مضاعفًا على الأمن الوطني الأردني في حال تمكّنت من الاقتراب من الحدود أو إيجاد موطئ قدم لها، لما تحمله من فكر تكفيري وقدرة على استقطاب العناصر وتنفيذ عمليات تهدد أمن الدولة والمجتمع على حد سواء.
وتؤكد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، مرةً أخرى، أنها الركيزة الصلبة للأمن الوطني، بما تمتلكه من احترافية عالية، وجاهزية قتالية، وقرار حاسم لا يتردد في حماية حدود الوطن. إن أداءها الميداني يعكس عقيدة عسكرية راسخة مفادها أن سيادة الأردن وأمنه خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه تحت أي ظرف.
إن ما يجري على الحدود الأردنية–السورية ليس تصعيدًا عابرًا، بل معركة سيادية وأمنية تفرضها طبيعة المرحلة وتعقيدات الإقليم. وقد أثبت الأردن، بقيادته الحكيمة وقواته المسلحة الباسلة، أنه يمتلك الإرادة والقدرة على مواجهة التهديدات مهما تعاظمت، دفاعًا عن أمنه الوطني وحمايةً لاستقراره.
وسيظل الجيش العربي، كما كان دائمًا، عنوان القوة والحكمة، وصمام الأمان الذي يستند إليه الأردنيون بثقة واعتزاز، في معركة الدفاع عن الوطن، وحماية سيادته، وصون أمنه للأجيال القادمة.
وختامًا نقول:
إن كل من يراهن على اختبار صلابة الأردن أو العبث بأمنه الوطني، سيواجه ردًا لا يكتفي بإحباط التهديد، بل بكسره من جذوره؛ فالأردن دولة سيادة، وحدوده خط أحمر، وأمنه غير قابل للنقاش أو المساومة.