نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
أكرم جروان.
للتاريخ نكتب شهادة، فالقرية " قزازة " فلسطينية تتبع قضاء الرملة، وتقع بالقرب من قرية سَجَدْ ، إِذْنِبِّه، جِلْيَة، كان يبلغ عدد سكانها ألف وخمسمائة تقريباً، كانت تمتاز بأَرْضِها السهلة والخصبة للزراعة، إعتمد سكانها على الزراعة وتربية الماشية، حيث كان فيها بئر واحد يخدم القرية .
كانت قرية " قزازة" تضم عائلات مختلفة، منها جروان، الخطيب، الهربيشي، جابر، الصعيدي، النويهي، أبو العطا، العمايرة، المصري وغيرها. وكانت هذه العائلات مُتعاضدة مع بعضها البعض، فكانت الحياة بسيطة والنَّاس بُسَطاء، لا توجد الكراهية ولا الحِقد بينهم. وكان المختار لهذه القرية الحاج محمود جروان.
كانت توجد فيها مدرسة يدرس فيها الطالب للصف الخامس إبتدائي ، وكانت وسيلة النقل فيها القطار أو الدابَّة ، وكان فيها المرحوم الحاج محمد عبدالعزيز جروان- درباس- أبو عمر، رحمة الله عليه، كان ذو عطاء وكرم، يُكِرِم ضيفَه ويُعِزَّه، كانت مضافته تستقبل الضيوف في أي وقت، وكان الضيف يجد الكرم الطائي في مضافة المرحوم الحاج دِرْباس، فقد كان المرحوم الحاج دِرْباس، الملَّاك لمعظم أراضي قرية " قزازة" وما حولها، حتى زادت عن خمسمائة دونم.
كانت من أفضل هوايته للمرحوم الحاج دِرْباس ركوب الخيل والصيد ، إذ كانت أعماله الزراعية والخِدْماتية يقوم بها الكثير من العُمَّال والخَدَم، فكان معروفاً عنه قوة الشخصية ، الحِكْمة والكَرَمِ ، فكان إذا أقبل وقف الجالس لإستقباله، وإذا تَحَدَّثَ إستمع إليه الحضور بإهتمام وتقدير.
وكاتب هذه السطور من حفيده ، وقد بلغه الشَيْب وهرِمَ، فكان عليه الكتابة للتاريخ وإنصاف جَدِّه للأجيال القادمة من أحفاده، فالمرحوم الحاج دِرْباس كان ذو جاه ومال، وكرَمٍ وعطاء، ونسأل الله الرحمة لروحه الطاهرة، وأن يُدْخِله فسيح جِنانه.
أكرم جروان
كاتب وخبير إستراتيجي أردني مُختص في الشخصيات الوطنية