نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :
بقلم : أكرم جروان
باديء ذي بدء، أستأذن القاريء بقراءةِ سُوْرَة الفاتحة عن روح المرحومة الحاجة مليحة أرملة المرحوم سند الجبور،" أم عطية"، والتي قد عاشت عظيمة في حياتها وماتت عظيمة على سرير الشفاء.
الحاجة أم عطية، قد فقدت زوجها منذ ثلاثين عاماً، وأطفالها أحد عشر فرداً، ستة ذكوراً وخمسة إناثاً ، تعيش معهم في منزل بسيط، كافحت وتعبت، من أجل قوت أطفالها، لم تجد يد العون من أحد، إلا الله أرحم الراحمين.
أنشأت أطفالها على حُبٍّ الوطن بإنتماءٍ صادق وولاء مخلص للعرش الهاشمي ، ربَّتهم أحسن تربية، وزرعت فيهم حب العطاء والإنجاز .
عاشت المرحومة الحاجة أم عطية حياة البُسطاء، لم يزعل منها أحدٌ قَطْ، ولم تغتب أحداً، كانت محافظة على صلاة الفجر جماعة في المسجد، الذي يُلاصق منزلها، ورعة في خروجها من المنزل عند الفجر ، مرهفة السمع تتسمَّع لحركة أقدام المصلين، عند حضورهم للصلاة من خلف باب منزلها ، لتتلاشى رؤية الرجال في طريقها للمسجد الذي لا يبعد عن مدخل منزلها سوى خطوات.
لم تُصافح في حياتها رجلاً يُحلَّل لها، عاشت حياتها سناءاً وسمواً، محافظة على صلواتها وعبادتها، حافظة لسانها من الإساءة لأحد، فلم يشكو منها صغيراً أو كبيراً، ذكراً أم أنثى.
عند وجودها على سرير الشفاء في المستشفى وهي في غيبوبة قد طالت معها، كانت يدها تمسك المسبحة ولسانها ينطق بالشهادة، تُسبِّح بإسم الله وتحمده، فكانت في حياتها عظيمة وفي فراقها الحياة عظيمة.
فإلى جنات الخُلْد أيتها الأم العظيمة، إلى الفردوس الأعلى يا أم عطية العظيمة.