نيروز الإخبارية : ظاهرة التحرش
بقلم عاكف الجلاد
على الرغم من وجود التحرش كظاهرة وانتشاره بشكل واضح ، الا انه لا يتم الحديث عنه الا همساً او بالصالونات المغلقة ، والتحرش سواء تحرش الرجل بالمرأة او المرأة بالرجل هو تحرش ، وللاسف لا يتم التصريح به علانية ولا الحديث عنه بصراحة ، لأن شرف مجتمعنا الشرقي مرتبط فقط بالمرأة .
التحرش سواء بالكلمة او النظرة او اللمسة او بالفعل او بالغزل او بالايحاء هو تحرش ، عداكم عن التحرش الذي يكون عن وعي وادراك ، والذي قد يكون من اجل الاستغلال المادي أو الخدماتي أو الجنسي للطرف الاخر ، او من اجل الشهرة او المنصب أو السلطة .
لكن لماذا أصبح التحرش ظاهرة ؟
هل السبب هو الفراغ عند الشباب ، ام أناقة الطرف الاخر ، ام ثقافته ام ماله أم سلطته ، ام هو البعد عن الدين والاخلاق ، ام هو انتشار العنوسة ، ام هي المخدرات ، ام التقليد الأعمى للغرب ، ام هي موضة جديدة ، أم هو مرض نفسي ونقص وغربة داخليه يعيشها المتحرش او المتحرشة في ظل غياب الطرف الاخر ، فيعيش حالة من التخبط والبحث المستمر عن فارس الاحلام ، ام اختفاء الفروقات بين الرجل والمرأة ؟.
مهما كان السبب ، فظاهرة التحرش ظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا ، وتعكس التشويش النفسي والكبت لدى المتحرش والمتحرشة ، وتلك الظاهرة باعتقادي ما هي الا نتيجة طبيعية لما يحصل بالعالم العربي من تدهور ديني وأخلاقي ، وانحطاط فكري وثقافي واجتماعي واقتصادي ، والذي ادى الى انتشار الذئاب البشرية من كلا الجنسين .
الحديث عن المشكلة والتصريح بها ومناقشتها بكل شفافية من قبل الاخصائيين النفسيين والتربويين والقانونيين ووسائل الاعلام هي أولى خطوات الحل ، وثانيها وضع القوانين الرادعة التي تعاقب على ذلك الفعل وتطبيقها بقوة ، ويبقى على رأس تلك الحلول جميعاً التربية الأسرية والرجوع للدين والاخلاق ، والشرف ، والوفاء ، وهي طباعنا الأصيلة وفطرتنا الطبيعية .