ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال ، وخاصة انه سينقسم بين المؤيد والمعارض ، ولأن الاغلبية تتابع ولا تتّبع مصدر الخبر الرئيسي او الاساسي ،احببت التطرق لموضوع هام ومهم ، وهو " ورق العنب" الذي اصبح حديث الساعة.
بداية؛ مقطع فيديو نشرته الملكة رانيا عبر حسابها ، عن افطار عائلي ملكي ، وكانت الطبخة الرئيسية " ورق العنب " واثناء حديثها مع ابنائها ، سألت بلغتها المعهودة "كيف الورء ".
وهذه اللغة ليست جديدة على مجتمعنا ، وخاصة ان اغلب النساء يتحدثن اليوم باسلوب مدني ، او ما يسمى بالال والالنا.
اتذكر وانا في الصف الثالث ، ولكثرة مشاكلي ، قررت العائلة عمل تهدئة معي ، جلست معي شقيقتي الكبرى ، وطلبت مني ان ابتعد عن المشاكل ، وان اكون اكثر تحضرا ، وان استبدل كلماتي بكلمات اجمل ، وبدلا من قول حرف القاف استبدله " بالال" وحرف الذاء بال "زاء" بالاضافة لكلمات اخرى.
يومها ذهبت الى المدرسة ، وقررت ان استجيب لنصائح شقيقتي ، وجاءت الحصة كالمعتاد ، وطلب مني الاستاذ قراءة سورة من القران الكريم " أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ" فقراتها أرأيت الزي يكزب بالدين " فنهرني الاستاذ عدة مرات ، وانا مصر ان اقرأها بناء على تعليمات شقيقتي ، الا ان الاستاذ نهرني بشدة هذه المرة ، فاخبرته انني اريد الحديث باسلوب مدني ،فضحك حتى كاد ان يغمى عليه ،ومنذ ذلك الحين وانا مقاطع لاية كلمة فيها حرف الزاء او الال او اية كلمة تذكرني بطفولتي الجميلة .
اليوم ، نرى الهمز واللمز ، ليس من الجميع ، بل ممن يتحدثون بذات الصيغة ، ويتكلمون بذات الكلمات التي اصبحت شيئا روتينيا ، لا عيب فيه ولا حرام!.
لكن اكثر ما اعجبني ،ان الملكة رانيا تتابع تماما كل ما ينشر ، وهذا شيء ايجابي ، ودليل واضح وصريح ان من يعملون لديها يوصلون اليها كل ما ينشر .
الجميل ايضا ، ان الملكة واثناء افطارها في الطفيلة ، ارادت ايصال رسالة للجميع انها تتابع كل ما ينشر ، وفاجأت الجميع ، بسؤالها " كيف الورء".
نعم ، جميل ان يكون لدينا ملك وملكة يتابعون كل صغيرة وكبيرة ، يهتمون باراء الشارع ،ويعملون على رصد الغضب والرضى ، يبادلون شعبهم بكل عفوية ، واجزم تماما ان التعليقات المسيئة التي وردت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لو رافقت زوجة مسؤول لاقامت الدنيا وما اقعدتها ، الا ان الحالة مختلفة لملكة تسلط جل اهتمامها على التعليم والاطفال ، وزيارة المحافظات لاستدامة التنمية المحلية ، وتنمية القدرات.
اليوم ، اقولها بملئ الفم ، هنيئا لنا بملكة قوية ، وطيبة وحنونة ، تمازح شعبها بكل عفوية ، وتخبرهم انها تتابع كافة ما يكتبوه ، ويعلقوا به ، ولكن ما زلت ذلك الشخص الفضولي الذي يريد ان يتذوق "الورء" ليرى انه طيب ام جميل.