تتباين عقول الناس بدءاً من الصغيرة ومروراً بالمتوسطة ووصولاً للكبيرة، والمقصود هنا ليس وزن أو حجم هذه العقول بقدر ما نتحدّث عن طرق تفكيرها وإستخداماتها في حل المشكلات أو التحديات التي نواجه؛ وعلى هذا الأساس تقاس طريقة تفكير الناس وقدراتهم العقلية:
1. فالعقول الصغيرة هي التي تتحدّث عن الأشخاص ولا تُفكّر قطعاً إلّا ببني البشر، فهذا طويل وذاك قصير، وهذا معنا وذاك ضدّنا، وهذا لنستغيبه وذاك لنمتدحه، وهكذا دواليك.
2. والعقول المتوسطة هي التي تتحدّث عن الوقائع والأحداث والمناسبات والفعاليات وكل شيء مرتبط بالزمن.
3. أمّا العقول الكبيرة فهي التي تمتلك الرؤية الإستراتيجية ورسالة التطوير والعصرنة والتحديث وأهداف الخطط الإستراتيجية.
4. والعقول الكبيرة جداً هي التي تفكّر خارج الصندوق بإبداع وتميز دوماً؛ وربما تمتلك مشاريع إستراتيجية عالمية وأحلام يقظة قابلة للتطبيق.
5. والعقول الصغيرة جداً تتحدث بفسافس الأمور ودوماً سلبية مع الجميع؛ ولا تمتلك أي شيء تقوله سوى أنها تتصيّد للناس هفواتهم وزلاتهم.
6. والعقول الصغيرة جداً جداً لا تفكّر سوى بالأكل والشرب والعيش اليومي دونما تكليف خاطرها بما بدور حولها.
7. مطلوب أن نُكبّر عقولنا لنمتلك الإستراتيجيات ونفكّر خارج الصندوق ولا نتقوقع بالشخوص لنصل صوب طموحاتنا وتطلعاتنا وأحلامنا.
بصراحة: في ظل إنحدار منظومة القيم والمباديء بدأنا نلحظ أن كثير من عقول الناس من النوع الصغير أو الصغير جداً وقليلون هم من أصحاب العقول الكبيرة أو المبيرة جداً، وهذه دعوة مفتوحة "لتكبير" عقولنا لنفكّر إستراتيجياً لا شخصنة أو شللية أو سرد لأحداث.