صادف أمس الجمعة العيد الخامس والعشرون لميلاد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد ، الذي كرس حضوره الفاعل في المشهدين الداخلي والخارجي من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات والمبادرات الشبابية تحديدا ، التي أطلقها في مناسبات مختلفة ، لامست مجالات وقطاعات هامة وحيوية ، عكست اهتمامات سموه واولوياته ، التي أشرت إلى نظرته الاستشرافية المستقبلية بعد أن تزود من المدرسة الهاشمية ، التي كثيرا ما حرصت على تحصين الأردن ببنى تحتية اصلاحية كفيلة باستيعاب التحديات والتطورات ومواكبتها ، متسلحا بلغة العصر وأدواته وأساليبه ، التي كثيرا ما كان ينادي بضرورة التزود بها ، للولوج بالأردن إلى مراتب ومستويات متقدمة وفي مختلف المجالات ، منطلقا في هذه الرؤية الهاشمية من التركيز على اهمية التواصل مع الشباب ، الذي يوليه جل اهتمامه ورعايته ، لدوره في النهوض بالوطن وتقدمه وازدهاره . جاعلا من نفسه نموذجا يحتذى في امتلاك أدوات العصر ، خاصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوظيفه في مواجهة أكبر التحديات في عالمنا المعاصر ، ممثلا بالتغيير الذي تفرضه الثورة العلمية والتقنية والمعرفية . مما يفسر دعمه للطاقات والافكار الريادية والإبداعية والابتكارية الشبابية ، بهدف تعزيز الفكر الريادي والابتكاري عند الشباب وتوجيهم نحو العمل التقني والفني والمهني لإيجاد حلول عملية للمشكلات التي يعانون منها ، وفي مقدمتها إيجاد فرص توظيف وتلبية حاجة سوق العمل من التخصصات المختلفة ، لتمكينهم تعليميا واقتصاديا واجتماعيا . وبنفس الوقت تحويل الأفكار الإبداعية الى مشاريع تسهم في تحقيق التنمية المستدامة . تأكيدا على أن الشباب هم المستقبل والرصيد الوطني الاستراتيجي والثروة الوطنية الحقيقية .. مشيرا سموه في هذا المجال إلى أن من يمتلك المفاتيح لعقول الشباب ، تفتح له أبواب المستقبل . حيث أكد في الكلمة الرئيسية التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى الاقتصادي الذي عقد في البحر الميت تحت شعار ( تمكين الأجيال نحو المستقبل ) على أن الشباب هم من يقود الابتكار والتغيير ، وأنهم بحاجة إلى فرص عادلة وأن يكون صوتهم مسموعا من أجل احداث التغيير المنشود . لذلك حرص على تطوير قدرات الشباب القيادية والاستثمار في عقولهم وطاقاتهم ومهاراتهم ومواهبهم والعمل على تنميتها ، بما يعزز من انخراطهم في المجتمع واشراكهم في عملية البناء والتنمية.
من هنا يمكننا ان نقرأ زيارات ولي العهد إلى الصروح العلمية والجامعات والمؤسسات والمراكز الشبابية، وتبنيه لفكرة إنشاء مؤسسة ولي العهد ، الذراع التنموي الذي يعول عليه في تنفيذ رؤى سموه وتطلعاته وتوجيهاته الخاصة بالمبادرات الشبابية التي أطلقها ، بهدف تفعيل دور الشباب في التنمية الشاملة ، والمساهمة في إقامة المشاريع والأنشطة العلمية والثقافية والتعليمية والمهنية والتقنية والصحية والرياضية وغيرها . إضافة الى المبادرات الشبابية الأخرى التي طرحها ، كمبادرة (حقق ) من أجل تطوير مهارات الشباب وتشجيعهم على الأعمال التطوعية والزيارات الميدانية والمعسكرات التدريبية وتنمية الفكر الديمقراطي وترسيخ الولاء والانتماء وتعزيز روح المواطنة والثقة بالنفس وبناء الذات .. وغيرها من المبادرات التي طرحها سمو ولي العهد ، كمبادرة ( ض ) للحفاظ على اللغة العربية وألقلها ، ومبادرة منصة ( نوى ) لتعزيز الأعمال الخيرية وتنمية المسؤولية المجتمعية ، ومبادرة ( قصي ) لرفع جاهزية الطواقم الطبية الرياضية ، ومبادرة ( سمع بلا حدود ) لمعالجة الاطفال الذين يعانون من تحديات سمعية والعمل على إعادة تأهيلهم ، ومبادرة ( مصنع الأفكار ) لتشجيع الشباب وتحفيزهم على الابتكار والإبداع ، ومبادرة ( مسار ) لفتح المجال أمام الشباب المبدع والمميز للالتحاق ببرامج تدريبية تعقدها شركات وجهات دولية مثل ناسا وإيرباص .
وامتدت اهتمامات ولي العهد لتشمل دور الشباب في صناعة السلام ومنع العنف ، وهو ما تطرق له خلال ترأسه لجلسة تاريخية لمجلس الأمن الدولي ، احتضن على اثرها الاردن المنتدى العالمي الأول للشباب والسلام والامن ، توج باصدار بيان عمان ، الذي حث المجتمع الدولي على ضرورة تبني مبادرات وسياسات تحتضن الشباب وتحصنهم وتمكنهم اقتصاديا واجتماعيا ، وتسهم في بناء مستقبلهم وتكريس طاقاتهم وقدراتهم في ارساء دعائم السلام والأمن والاستقرار في العالم وادماجهم ومأسسة مشاركتهم في بناء السلام وصناعته ، وعدم تركهم نهبا للجماعات الارهابية التي تستهدف تجنيدهم واستمالتهم إليها ، لتنفيذ اجنداتها الظلامية المتطرفة .