كانت تجلس على الرصيف المجاور بكامل وقارها و يقينها ؛ بأن المعطي سيهبها ،و سيفتح لها أبواب رزقٍ تَسدُّ خواء عوزها ،و تملأ روحها اطمئناناً وأملاً بأن يد الوهاب ممدودة بالخير و العطاء وبأن بضاعتها لن تبور وسيخلفها الله دائماً .
كان ذلك جلياً في اللحظة التي امتدت إليها يدُ أحد الأخيار لتكرمها، ربما بدينارٍ واحدٍ ، حَسِبَتهُ هِبةً من اللهِ عظيمة؛ تستحق الحمد والشكر طويلاً ... فبعد أن طلبت منه أن يأخذ شيئاً مقابله ،فأبى .. أخذت تقبل يدها مِراراً و تضعها فوق جبينها ،في حالة ابتهال وشكرٍ أُرجِفَت لها جميع عواطفي ،وما كان بوسعي حيالها إلا أن أقول: سبحانك ربي ما شكرناك حق شكرك !!