نخوة اللواء الركن حسين الحواتمة المدير العام لقوات الدرك, واستجابته الفورية لنداء السيدة العراقية لدفن والدتها المتوفاة, والتي لا معيل لها, وتكليفه لنشامى الدراك التكفل بكل ما يلزم لتشيع السيدة العراقية إلى مثواها الاخير, فوق أنها تعكس بعض المكونات الشخصية لهذا العسكري الأردني المعتق بعبق التاريخ الأردني, فإنها تعكس مناقبية قوات الدرك الأردني الذي كان من الطبيعي أن تفكر جماعة عمان لحوارات المستقبل في إطار تنفيذها لبرنامج ملك الإنجاز بزيارتها، لأنها ثمرة من ثمار العقلية الإستشرافية التي يتمتع بها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وقدرة جلالته على القراءة الصائبة فيما بين سطور أوراق المنطقة والتطورات التي تشهدها، وضرورة أن يكون بلدنا جاهزاً للتعامل مع هذه التطورات، وصد ارتداداتها السلبية، خاصة على أهم ما يمتاز به وهو الاستقرار المبني على الأمن والأمان.
وعلى ضوء هذه القراءة المستقبلية من جلالة الملك عبدالله الثاني كقائد استراتيجي جاء قرار جلالته بإعادة تشكيل قوات الدرك، لتكون حلقة وسطى بين الشرطة وأدوارها والقوات المسلحة ومهامها، وهو مايعرف بالعالم بأجهزة الأمن ذات الطبيعة العسكرية، وهكذا بدأت قوات الدرك مهامها منذ العام 2008 كجزء أساس من المنظومة الأمنية الوطنية، وهي المنظومة التي تعمل أجهزتها بتكامل وتنسيق محكم على مدار الساعة، كأسلوب عمل نتمنى أن تعتمده سائر مؤسسات الدولة لتحقق ماتحققه أجهزتنا الأمنية من إنجاز يجعل الأردنيين آمنين حتى عندما يخرجون إلى الشوراع والميادين محتجين، فتستقبلهم قوات الدرك بالورود والمرطبات، ثم تفترش معهم الأرض لتتبادل معهم الخبز والملحفي أروع ترجمة عملية لفلسفة الحكم في هذا البلد المباركة أرضه الطيبون أهله، الشجعان جنوده وضباطه، الذين يوفرون السكينة للأردني وهو يستمتع بأداء فريقه في الملاعب أو وهو يدلي بصوته في صندوق الاقتراع، أو وهو يعبر عن رأيه في المظاهرات، وقبل ذلك وهو مسترخاً في منزله أو عاملاً في موقع عمله، مادام كل ذلك يتم في إطار القانون، حتى إذا ما خرج عن ذلك رُد بالكلمة الطيبة، فإن تمادى رُدع بقوة القانون.
ومثلما تسهم قوات الدرك في حماية الأمن الوطني فإنها وتمشياً مع الدور الإنساني للأردن تسهم في حماية الأمن الإنساني، حيثما احتاج إلى ذلك إنسان في كل بقاع الأرض، فقد صارت قوات الدرك رسول محبة بين الأردنيين وبين كل البشر، الذين يقدم لهم بلدنا يد العون من خلال الأداء المتميز لدركنا، خاصة في قوات حفظ السلام الدولية فالدرك الأردني أكبر مساهم في هذه القوات، يرسم من خلال ذلك صورة مشرقة لوطننا بفضل الحرفية العالية التي تتمتع بها قوات الدرك الأردني والمؤسسة على مناقبية أخلاقية عالية أساسها النزاهة واحترام حقوق الإنسان، فالدرك الأردني هو السباق في وضع مدونة سلوك وأخلاقيات عمل يسير عليها منتسبوه، مما أهله لترأس المنظمة العالمية لقوات الشرطة والدرك ذات الصبغة العسكرية، اعترافاً من العالم بالإنجازات الأردنية، ومنها قوات الدرك التي حولت العلم إلى ممارسة مهنية، فطبقت أحدث النظريات في الإدارة علاوة على استخدامها لأفضل التجهيزات، لذلك صار من واجبنا أن نبرز إنجازاتها كجزء من إنجازات وطننا في عهد عبدالله الثاني قائد وطننا وهو الوطن الذي ينتصر على واقعه بإنجازاته التي يصنعها أبناؤه, ومناقبيتهم الأردنية الأصيلة التي صارت محل احترام العالم كله.