نيروز الاخبارية : أربعون يوماً تَمرُ بطعم المُر طويلة وثقيلة ، لياليها حالكة الظلام، أغفو واغفو وأجبر عيني علني أراك في المنام ، وقد رأيتك والله بكل الجمال والوسامة وقوة الشباب، عذباً كنسيم الصباح رقراقاً كماء الجنان فارساً مجاهداً ريحك ريح المسك وروحك مع ارواح الشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون.
لكنني يا ابي المهيب لازلت ذاك الطفل المستند إليك و المحتاج لعطفك واهتمامك ودفئك ورعايتك وتوجيهك ذلك الطفل الذي عاملته رجلاً منذ البواكير وحددت مساره ومنعته من ملاعب الصبا ومراتع الأطفال ذلك الفتى الذي يحن الى كل التفاصيل والى رصاصات بندقيتك تحت أقدامه عندما ضبطته متلبساً مع اقرانه ذات عصر يوم في لعبة كرة قدم على بيادر القرية ، عندما هرب الآخرون المحبون لك والخجلون منك الذين كنت حريصاً على دراستهم ومستقبلهم جميعاً فيما لم يهرب الفتى الإبن امتثالاً لتعليماتك في الرجولة انْ كن شجاعاً ولا تدير ظهرك وتغادر الميدان بل عليك المواجهة كن مقاتلاً في الحق.
ما زلت ذلك الطفل الذي ينتظر توجيهاتك و عودتك عند بوابة منزلنا بكامل قوتك وأناقتك وهيبتك وحضورك البهي ووجهك الوضاء وابتسامتك الجميلة وسريرتك النقية وصوتك الجهوري العذب.
نحن على العهد الصلاة ،الصلاة، الصلاة، والخوف من الله وتقواه في كل صغيرة وكبيرة ، والصدق المنجي ، والأمانة الكنز ،والقناعة الغنى، والكرم والجود من الموجود، والتواضع الرافع ، وحب الناس ،وصلة الأرحام المغنية، وان لا ننم ،ولا نغتاب ،ولا نكره، ولا نحتقر بشراً وان نرحم حتى الحيوان، وان نعطي بلا مقابل، ونخدم الجميع ، ونجمع ولا نفرق ، ولا نشهد زوراً ، ونقول الحق، مهما كان ثمنه وندفع بالتي هي احسن، ونقابل السيئة بالحسنه،