بداية بقدر ما نحن منزعجون مما يحصل إلا أن في المشهد رغم قساوته بادرة أمل، ما يحدث هو ممارسة ديمقراطية لم نتعود عليها، في كل دول العالم والمتقدمة منها تمارس النقابات ادوات الضغط على الحكومات من تظاهر واعتصام واضرابات او توقف عن العمل، ونتيجة الخبرة والممارسة تصبح الأمور عادية وتجلس الأطراف وتتحاور وتصل إلى تفاهمات وتنازلات من الطرفين، لأن التفاوض والحوار المحكوم بشروط مسبقة ليس حوارا، الحكومة شاطره كل مرة تتذاكى وتقدم التفافات تعرف مسبقا ان المعلمين لن يوافقوا عليها، لتقول للرأي العام انها تبذل وتقدم وتتنازل ولتكسب ود الشارع وطبعا هذا هو فن التفاوض لا احد يرمي باوراقه كاملة من اول اللعب، في المقابل نقابة المعلمين لم تقدم اي تنازلات او اقتراحات، لها مطلب رئيس علاوة ال 50% ورد الاعتبار عن سلوك الحكومة في الخميس إياه… ..المشهد لغاية الآن يراوح مكانه
النقابة(حاطه رجليها بالحيط) والحكومة تحاول بطرق غير موفقة تأليب الناس على النقابة والمعلمين، بطرق كانت تمارس في الثمانينيات وما قبلها، ولا اعرف هل يعلم من يستخدم هذه الاساليب مثل استخدام اولياء الأمور وبيانات مفبركة اننا في عصر الانترنت وان المعلومة يمكن تكذيبها بثواني، وقفه حاشدة لأولياء الامور امام مكتب مدير التربية… .وبعد دقائق صورة على النت لأربعة اشخاص معروف كيف حضروا، بيانات من مديرة مدرسة انها كسرت الإضراب ومباشرة تذهب احدى القنوات لتظهر صور معلمات المدرسة مضربات ويكذبن مديرتهن وبانهن مع النقابة… بصراحة اخراج ومعالجات ركيكة وسيئة وتؤدي لرد فعل عكسي في صناعة الرأي العام، قلتها واكررها لا تحاولوا يا حكومة الانتصار على المعلم، لان كسر المعلم هو كسر لمرتكز قيمي أساسي، تأثيره بعيد المدى عليكم وعلى البلد،اما النقابة فعليهم ان يتقدموا بمقترحات مقبولة تشجع الحكومة على الجدية في التعامل مع الموضوع، ولا يجوز (وضع الأرجل بالحيط كما اسلفت) وما عندنا غير هيك، قد يتم التفاوض من خلال مرحلة زمنية لتنفيذ المطلوب وبنسب مقبولة، بغض النظر عن وعود سابقة، يجب ان ينزل الطرفين عن الشجرة قبل ان تنكسر، واقولها لو أن الحكومة والنقابة فكرتا بالحل لتم منذ زمن، لكن ما يحدث هو عض اصابع ومن ينتصر او يستسلم قبل، او من يسجل انتصار، مطلوب اجتماع بنوايا سليمة هدفه الحل دون النظر للوراء او عقلية الانتصار، هذه قضية الانتصار فيها لأي طرف خسارة للوطن، وما يحدث لنأخذه أنه ممارسة ديموقراطية دون شيطنة او اتهامات لا للنقابة ولا للحكومة سيما ان الأمر مطلبي بحت وخارج عن اطر السياسة… .اتفقوا على حب الأردن ومصلحة ابناءه وستصلون لحل بساعة واحدة واراهن على ذلك، حمى الله الأردن.