نيروز الاخبارية : اقيمت في العاصمة الاردنية عمّان بتاريخ ( 10-11/9/2019م) ندوة إقليمية بعنوان ( التراث الثقافي والحضاري في القدس: الواقع والتحديات )، برعاية وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية بالتعاون مع المؤتمر الوطني الشعبي للقدس، والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة( ايسيسكو) واللجنة الملكية لشؤون القدس، والمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس، وتأتي هذه الندوة في اطار الجهود الاقليمية والدولية المبذولة تجاه صياغة استراتيجية وخطة اكاديمية عملية للدفاع عن التراث المقدسي.
وضمن محاور وجلسات اليوم الأول من المؤتمر والتي شارك فيها نخبة من الباحثين والسياسيين والقانونيين من الأردن وفلسطين، كان للاكاديمية والباحثة المختصة في دراسات التاريخ والفكر الحضاري الاسلامي الاستاذة الدكتورة غيداء "خزنة كاتبي" ورقة بحثية بعنوان ( الروايات والوثائق التاريخية ودورها في الحفاظ على الموروث الحضاري المقدسي)، تناولت فيها الباحثة دور الروايات التاريخية والوثائق المقدسية وغير المقدسية التي تناولت الجوانب الحضارية المتنوعة لمدينة القدس، وضمن الجزء الأول من البحث اشارت الباحثة خزنة كاتبي الى أن الروايات المعنية بالقدس ما زالت تحتاج لجهود بحثية شاملة معنية برصد وتحليل مختلف المصادر الحضارية المطبوعة والمخطوطة المنتشرة في المكتبات والمتاحف العالمية ، مشيرة الى أن الروايات التاريخية المتعلقة بالقدس تقع في اطار مجموعتين من الروايات وهي الروايات الواقعة تحت عناوين محددة تحمل اسم القدس، أو روايات غير محددة العنوان ولكن يمكن تقصيها ضمن الفصول والصفحات المنتشرة في الارث الغزير والمتنوع من المصادر التاريخية والادبية والثقافية والفقهية وغيرها.
اما الجزء الثاني من الدراسة فهو الواقع ضمن مجموعة الوثائق المقدسية ( أوراق البردي ونقوش العمارة والمسكوكات والاختام ونصوص المراسيم السلطانية والمكاتبات الادارية المتنوعة)، وقد عرضت خزنة كاتبي في هذا الجزء من البحث نماذج من برديات والي مصر الأموي قرة بن شريك وبرديات عوجا الحفير والجنيزة ودير سانت كاترين ووثائق من المتاحف المقدسية وغيرها، اضافة الى تحليل الاشارات والعبارات لعدد من النقوش المعمارية المقدسية، وقد دللت الباحثة وبشكل علمي دقيق على اصالة الحضارة العربية ( الاسلامية والمسيحية) في القدس والتي عكست مظاهر التنوع الحضاري ( الاقتصادي والاجتماعي والثقافي) والتسامح طوال فترة الحكم والادارة الاسلامية للمدينة، ونبهت لأهمية هذا الموروث في حفظ نصوص ووثائق تتصل بالحضارة العربية لم يصلنا الكثير منها الا من خلال تراث وجهود المثقف المقدسي، لذا فإن الفائدة عظيمة من اعادة النظر في رصدها ودراستها اليوم.
وتجدر الاشارة الى حجم التفاعل الكبير من قبل المشاركين سواء من الافراد أو المؤسسات المحلية والاقليمية مع الدراسة حيث ابدت العديد من المؤسسات والمراكز البحثية استعدادها لنشرها، وهذا يعكس مستوى الأداء لدى الباحث الاكاديمي الاردني ودوره الواعي في اعادة صياغة مفهوم البحث العلمي الموضوعي وبشكل يساهم في الدفاع عن الحقوق الثقافية والتراثية الحضارية بخاصة في مدينة القدس.