ومع أن فترة الغروب قد طالت وكادت الشمس تستعصي على المغيب، إلا أن إصرار من قادتهم الصدفة ليتبوأوا مواقع القيادة في الإدارة والمال والتعليم من الدفع بها إل مغيبها مستعجلين
بذلك حلول عتمتها للعب بعيدا عن ضوء النهار. قناعتهم أن اللعب بالظلام أستر ويخفي جهلهم وضعفهم في تحمل المسؤلية.
لكن لم تنطل هذه اللعبة على رواد العلم وناشروه، ولا على من سكنوا رسالة التعليم واحترفوها ، من نذروا أنفسهم لهذه المهنة وخبروا معارجها وأركانها وتفاصيلها. لم تنطل عليهم وهم أصحاب العيون حادة النظر،
والخبرات المهنية التي تميز الخطأ من الصواب، والقناعات التي أدركت بحدسها العلمي أن تلك الزمرة المنتفعة
من عمال الإدارة لا يرتجى منها الخيرمن جهة، وأنها عشقت وتعشق بشغف الكولسة خلف الستار وفي عتمة الليل من جهة أخرى.
وتشاء الظروف وحكمة الله أن تنكشف الأمور والمخططات التي تستهدف التعليم بناسه ومناهجه، وتفّوت الفرصة على من خطط ورسم خارج الحدود، ومن سهّل ويسّر العبور، ظنّا منهم أن المستهدفين منهكين غالبهم النعاس ،وجانبهم الفهم واستشراف المرامي .
ولكن في الحقيقة كان عشاق الوطن وحراس الجيل وحاملوا هم المستقبل المشرق للوطن يتناوبون على كشف المستور والصيد بالجرم المشهود لتلك الحفنة من السماسرة وباعة الاوطان ……عند الفجر وبزوغ الشمس.
ويعلم الله وتشاء قدرته أن يأتي إضراب المعلمين مقدما المشكلة المهمة على المشكلة الأهم مشكلة المناهج الجديدة ،
ولكن ما زال في الوقت متسع أن نعود جميعا إلى جادة الصواب خاصة بعد أن انكشفت كل الأوراق
ونعلن خطة عمل إجرائية تعطي الحقوق لأصحابها وتنتزع المكتسبات فوق المعقولة من أصحابها من جانب،
ويتم تشكيل اللجان الفنية الميدانية على كامل رقعة الوطن فتعمل على تكييف الكتب المنجزة
وتحميلها منظومة القيم الوطنية التي تشكل هوية الجيل الأردنية، وتتبع الطرق العلمية المعتمدة في الأطر المنهاجية الأردنية لإعداد ما سينجز من الكتب في المواد الدراسية الأخرى .