نيروز الاخبارية :انقسمت آراء خبراء في القطاع السياحي حول نجاح برنامج "أردننا جنة” الذي أطلقته وزارة السياحة والآثار أخيرا ، إذ يرى البعض أن البرنامج أسهم بتنشيط السياحة الداخلية إلى حد كبير بينما يرى آخرون أنه لم يكن له أثر على أرض الواقع.
وقال رئيس سلطة إقليم البترا التنموي د.سليمان الفرجات إن "البرنامج السياحي الذي أطلقته وزارة السياحة و الاثار بداية الصيف "أردننا جنة” حقق نجاحا ملموسا على ارض الواقع”.
واكد الفرجات ارتفاع اعداد السياح من الداخل بعد اعلان البرنامج والترويج له.
وبرنامج أردننا جنة أطلقته وزارة السياحة قبل ثلاثة أشهر يوفر للزائرين اختيار رحلات إلى وجهات معينة في الأردن ضمن برنامج محدد ويقدم خصما 40 % على جميع تجارب البرنامج للمواطنين الأردنيين كدعم من الوزارة السياحة بالإضافة إلى المواصلات المجانية عند استخدام الحافلات السياحية.
وأضاف الفرجات "ميزة البرنامج كانت بضم العديد من محافظات المملكة من الشمال الى الجنوب والترويج لزيارتها وهي فكرة جديدة اطلقتها الوزارة”.
وبين ان وزارة السياحة والاثار وهيئة تنشيط السياحة قامت بعملية تسويق وترويج لهذا البرنامج لتحفيز اكبر عدد ممكن من السياح المحليين بمختلف ايام السنة و ليس فقط بالمواسم.
واتفق الخبير السياحي يزن الخضيري مع سابقه في الرأي حول نجاح البرنامج السياحي "أردننا جنة” الذي اطلقته وزارة السياحة والآثار.
وقال الخضيري ان "البرنامج استهدف السياحة الداخلية لتنشيطها حيث قامت الوزارة بدعم الرحلة بتحمل 40 % من الكلفة”.
واكد ان البرنامج دعم المجتمع المحلي بطريقة مباشرة عبر الخدمات والمأكولات والمشروبات التي يقدمها الاهالي الى السائح وهذا ادى الى توظيف العديد من المجتمعات المحلية الذين تحسنت اوضاعهم الاقتصادية بشكل ملحوظ.
واضاف الخضيري ان "النهج السياحي الجديد حول تشجيع وتنشيط السياحة الداخلية جديد ونجح في تنشيطها”.
واشار الى ان الوزارة تقوم بمتابعة البرنامج وتطويره إذ استثنى البرنامج بعض المناطق مثل العقبة والبحر الميت مرجحا ان تقوم الوزارة خلال الفترة المقبلة بضم تلك المناطق الى البرنامج.
وعلى صعيد متصل قال عضو مجلس ادارة جمعية وكلاء السياحة والسفر والخبير السياحي شاهر حمدان ان "البرنامج الاخير الذي اطلقته الوزارة واعلنت عنه لم يحقق نجاحا على ارض الواقع ولم نلمس تحسنا في زيادة اعداد السياحة الداخلية”.
واضاف ان الوزارة اطلقت هذا البرنامج بدون خطة او تنظيم حيث إن غالبية المناطق تفتقد الى ابسط الخدمات التي يجب ان تتوفر بأي موقع سياحي او اثري مثل المطاعم والمواصلات بالإضافة الى عدم وجود بنية تحتية تلبي احتياجات اي زائر يدخل تلك المناطق سواء محلي او عربي او اجنبي.
وبين حمدان ان الاردن يتمتع باحتوائه على الكثير من المواقع السياحية والاثرية وان الاردن متحف وهو هدف يقصده السائح من مختلف دول العالم ويجب الاهتمام بتلك المواقع من كافة النواحي والمحافظة عليها.
واوضح ان الترويج لهذا البرنامج لم يكن ضمن ما يستحقه الاردن حيث من المفترض ان يكون الترويج افضل واوسع ويوضح كافة المواقع التي يشملها البرنامج بالاضافة الى شرح كامل لهذا البرنامج.
واشار حمدان الى ان الوزارة تركز على العقبة والبترا بالاضافة الى رم ولا تهتم بالكثير من المواقع الاثرية والسياحة الاخرى.
وطالب وزارة السياحة والاثار ان تعمل على دعم السياحة والمحافظة عليها والترويج الحقيقي وليس فقط اعلان عن برامج دون وجود خدمات تلبي ابسط احتياجات الزائر.
واتفق الخبير السياحي ممدوح العلي مع سابقه في الرأي حول فشل البرنامج الذي لم يحقق نجاحا حقيقيا اضافة الى عدم تنشيط القطاع السياحي.
واكد ان الارقام التي حققتها الوزارة واعلنتها الوزيرة مؤخرا وهي قرابة 52 الف مواطن اردني ليست ارقاما عالية وليست انجازا،مشيرا الى ان 52 الف مواطن استفادوا من البرنامج خلال شهرين دليل على ضعف البرنامج وفشله.
وقال العلي ان السياحة الداخلية تفتقد الى الخدمات المطلوبة البسيطة التي يحتاجها السائح الداخلي والخارجي خاصة المرافق الصحية والنظافة اضافة الى عدم وجود اماكن مخصصة للاطفال يمارسون فيها الالعاب.
واشار الى ان اسعار كلفة الرحلة السياحية مرتفعة رغم تحمل الوزارة 40 % من الكلفة .
وأضاف العلي ان حافلات النقل السياحي التي تنقل السياح قديمة ومهترئة ولا تصلح لنقل السياح وهي مشكلة قديمة الازل ولم تستطع الوزارة وكافة الجهات المعنية ايجاد حل لها.
وحسب احصائية اعلنت عنها وزيرة السياحة والاثار مجد شويكة نهاية الشهر الماضي ان عدد المستفيدين من البرنامج بلغ 52 الف مواطن في المرحلة الاولى التي انطلقت منتصف العام وستنتهي في ايلول (سبتمبر) الجاري.
وحاولت مصادر الاتصال مع وزيرة السياحة شويكة ومدير عام هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات للاستفسار حول ما حققه البرنامج لكن المحاولات باءت بالفشل.