اعرف أن الزعامات التقليدية ستهاجمني ؛ الحي منهم وورثة من مات وبعضهم سيطلب أن يبقى الزعيم الأوحد من الحياة إلى الممات وكأن السيادة كروموسومات أو قهوة مزروعة في الجينات .
فالنبي محمد لم يكن إبن سيد قومه واختصه الله بأعظم الرسالات فقد رعى الغنم بل بعض الشويهات وقاد أمة الرسالات والنبي عيسى ابن مريم عذراء هزت جذع نخلة وذكرها الله في محكم التنزيل وموسى النبي فقير من عرض البحر الى مقارعة فرعون ويوسف الصديق من غيابة الجب الى عرش مصر .
فالزعامة عزيزي ليست في الجينات فقد تعلمنا منكم أن "كل عود فيه دخان" فلماذا تنكرون الدخان عليهم وبعضكم في سبات ما زال يعيش على ارث من مات وقلتم لنا كذلك في مجالسكم " النار تخلف خلفها الرماد " فلماذا تنكرون عليهم والحياة ميدان "السبوق" فيها كريم النفس دافئ اللسان طاهر اليد بشوش إنسان .
تقاعدت وكيل أو كنت في الجيش أمير ...
لا يهمني كل ذلك فالعمل مهنة ووظيفة لا ترفع خسة خسيس ولا تطفئ نار كريم فالحياة ميدان وخير خيلها من كان له السبق في المكرمات فكم من وكيل ناره وقاده وزاده ساخن وبيته مشرَّعة أبوابه ويتبارى الخُطاب لطلب يد ابنة جنابه وكم من أمير لا تعرفه إلا زوجته وبعض جيرانه فلا تنكرون على الناس أشياءها ولا تنكرون على الناس التقدم فالحياة ميدان لا تعترف كثيرا بالإرث القديم فكم من قبيلة رفع شأنها فارس أو كريم وكم من قبيلة اندثرت فقد خلد التاريخ عنترة وذكر مكرمات حاتم وهذا دليل على أن الكرم والرجولة مداد التاريخ فالتاريخ يكتبه من يتحرك ويبني ولا يعترف بالقلاع إلا لسرد التاريخ .
أيها المستشيخ..
انت تمثلني إن كنت طاهر اليد لا تنظر لثمن بنزين أو يسيل لعابك عند مرورنا بالجمرك وقد فاحت رائحة الشواء وستبقى تمثلني لأنك كادح مثلي وكم من تلميذ غلب أستاذه .لا تصدقهم وتتراجع فإن كانت عباءتك صينية فما في السوق كذلك واطرح عليهم سؤالا واحدا فنجان قهوتهم من صنعه وقمحهم من زرعه فعظيمهم يقول شماغي البسام والبسام made in England .
شيخ عظيم الشأن لم يكن له ولد وآخر ليته لم يلد أيعقل أن نكون لهما مطايا !! فهذا ابنه تاجر مخدرات والآخر اعتدى على خطوط المياه وسرق أيعقل ان نكون له سند وان نكون من أتباعه وخيط في عباءة ذاك الولد !!. و والله الفرد الصمد لن نعترف إلا برجل حر من ماله يقري ضيفه ومن ماله يملأ مركبته بالبنزين ومن ماله يخرج السجين ويغيث كل من طرق بابه . فالزعامة تتبع الزعيم والرزيم لا تتبعه زعامه فكبش الرجال مع الحريم منذ القدم وميدان الشهامة مفتوح لمن تقدم وحزم .
لقب شيخ ليس محصورا بأحد فلا تمنحه جامعة ولا معهد ولا يناقش فصوله لجنة تحكيم فالشيخة قهوة ودلة ويد تدفع وترفع وقول يَشفع ويُشفَّع والشيخة طهر دون تدنيس ولسان صدق والشيخة اكتساب المعاني وسمو النفس عن كل صغيرة والشيخ من يحفظ عهد جاره ويحفظ الامانة ويكتم السر ويخاصم بشرف ويصفح بشرف .
ما دفعني للكتابة أفواه السب والشتم والقدح ومن يقول ان الحكومة بصدد حبس كل من قال عن نفسه شيخ وكأن المكانة والرفعة التي ينالها الرجل بكد يده وعرق جبينه ودفء لسانه جريمة وكأن الله خلق الناس رعاع وشيوخ فمعاذ الله أن يساوي بين الجالس والواقف والدافع والقابض فالحكومات لاتمنح صكوك غفران .
فكل العباءات لا تقنعني إن كنت شحيح اليد ولو ارتفع بك الجد وكل تاريخك لا يعنيني إن نكثت العهد وخلعت الود فالتاريخ يصنعه رجال ولا يخلد إلا الجواد المعطاء العفيف وإن هبط به الجد .
والله ساءني منذ زمن لقب شيخ الصيني والتعدي على كرامات الناس فنحن لسنا ضد من ورث الزعامة عن أبيه فالزعامة طريق لايقف في منتصفها الا الضعيف والزعامة سمو لا ينالها تاجر في الكرامات وبائع خسيس فشر الالقاب إبليس وكم من كبير نافس إبليس أيعقل ان يكون له التسييس .
ملاحظة مهمة
لكل من يقرأ من الاخوة ولكل من يصله ما كتبت ولكل شخص وارجو من الاخوة المعلقين كذلك ان يعي أبعاد ما كتبت حيث أن ما كتبته فقط واكرر فقط يتناول ظاهرة اجتماعية وهي مهاجمة كل من يتقدم بحجة انه جديد على التقدم وانه تقاعد برتبة بسيطة أو كان يعمل في عمل بسيط وليس لما كتبته أي أبعاد أخرى أو أن يكون المقصود به شخص فمثلي ولله الحمد يملك القوة والقدرة أن ]قول للأعور أعور وان يقول للنازف جريح وان يفكر بصوت مرتفع فلا يحجر على فكري رجل .فما كتبته يناقش ظاهرة اجتماعية وتطاول على الناس دون سبب .