أعطى ويعطي الأردن شعبا وقيادة منذ أن تنعمنا بنهج الحرية والديمقراطية سلوك حياة واثار الوطن إعجاب العالم من حوله في حسن التصرف والخروج من الأزمات وتراقب القيادة حركة الشارع وتستجيب لمعطيات الواقع والحاجة الوطنية .
هذه مقدمة لا بد منها لتكون مدخلا إلى الحديث في مفهوم عرفه الأوائل وتمسكوا به نهجا وسلوكا مع غياب في الحرية وانعدام للديمقراطية فكان الأجدى والأولى بمكان أن يتكرس هذا النهج ليغدو في حياة كل أردني مع بزوغ فجر الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير .
وأنه وقد تثير إعجاب الآخرين حين يعلو صوتك بباطل او تجد لك منبرا ماجورا فيروج لنهجك فيظنه الآخرين حقا وهو اساس الباطل مغلفا بغلاف زائف من ديكورات الحق وذلك مصداقا للقول القائل : ( كلمة حق أريد بها باطل ) لكنه إعجاب مؤقت سرعان ما يزول وتتكشف للناس الحقائق فيغدوا الناس ما بين متراجع عن خطأه في حق الآخرين وآخر متردد يلوم نفسه بصمت وما بين صنف اخذته العزة بالإثم فبقي على نهجه يمنعه كبريائه من الاعتراف بالذنب وذاك صنف يعرف أنه على باطل لكن ولائه لسادته أكبر من أن ينظر للحقيقة بواقعها الماثل أمام الجميع فرضي أن يكون متقنا لصوت الببغاء وتمتع كثيرا بأداء دور الكومبرس لغيره ومن خلف كل هذه الأصناف صنف ذكي متعقل ومتزن لا يظهر للعيان ولا يصعد إلى خشبة المسرح إلا بعد أن يتأكد بأن وقت قطف الثمار قد دنا لكنه في لحظة خوفه من صحوة الناس واكتشافهم للحقيقة يرسل بعضا من جنوده لتثبيت الباطل ودعم المشروع الضلالي هذا الصنف ي سادة هو الذي يمارس عشقه للوطن والقيادة لفظا ويملأ الدنيا صراخا بأنه الحامي لمقدرات الوطن وهو في الخط الأول للدفاع عنه حين فقط يعلم بأن مشروعه فشل ومخططه تم انهاءه.
وتغيب ثقافة الإختلاف في ظل فوضى الباطل ويرفض البعض سماع صوت العقل والحكمة لا بل يسعى الجمع المفتون بالبروباغندا الإعلامية المنبهر بطريقة عرض الأحداث فيكون كل من خالف هذا النهج في تصنيف المتطرفين جاهلا وهو اعقلهم ان عدم الاعتراف بالآخر ورفضه وانهيار منظومة وقيم ثقافة الإختلاف التي هي اساس الحرية والديمقراطية ينسف بالضرورة حق اهل الباطل بممارسة حريتهم ويمنعهم كذلك من التبجح امام الناس انهم يمارسون حرية الرأي والتعبير .
هذا الإرهاب الفكري والإعلامي مع الأسف كان ولا يزال هو الأساس والمجرم الأول في ضرب الامن والاستقرار في عديد الدول والمجتمعات على مر التاريخ .