لا يخفى على كل متبصر وحاذق ومنتمي لأمته العربية والإسلامية ما يجري وفق تطور الأحداث وتسارعها في منطقتنا بشكل غير مسبوق ولا يغيب عن احد هذا الانهيار غير المقبول لاهم وأبرز الروابط العربية والإسلامية والتي حث عليها الشرع ودعت إليها كل القيم العروبية والإسلامية .
في عين الحقيقة ان لم تسعف نفسك فلا تتوقع من الآخرين ان يمدوا لك يد العون ولا تركن إلى أحد وتتوقع منه طوق نجاة فما يشهده العالم من حولنا هو تعميق واضح للاهتمامات القومية والاقليمية وانشغال كل بنفسه حتى باتت منطقتنا عرضة لاخطر موجات التوغل والاعتداء الفكري المتطرف والذي يضرب في كينونة الأمة وبقائها وصمودها فمن تجذر للخلافات انتقلنا إلى مرحلة الشماتة في الأخ والشقيق وانتظار مصيره والفرح بهلاكه .
إن ابتعاد قوى العالم عن منطقتنا وانشغالها بنفسها يثبت من جديد أن لا أهمية لمن لا أهمية له ومن يعتد بنفسه سيأتيه العالم راغما مذعنا لمطالبه فمن اعلان الولايات المتحدة الأمريكية إلى تخليها في أكثر من مرة عن المنطقة وعدم الاهتمام بها إلى انشغال الاوروبيبن واكتفائهم بتصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع ومنها إلى تطور دول العالم وتقدمها في شتى المجالات مبتعدة بنفسها عن مشاكل المنطقة ونزاعاتها يضاف إلى هذا نمو الفكر المتطرف وانتشار الجرائم واتساع رقعة الدم بحيث امست بلداننا واوطاننا ساحات صراع بين الشعوب وحكامها وسقطت أنظمة وانتشرت الفوضى وعم الخراب وكثر الدمار بلا أدنى مبرر ولا سبب .
إن من أهم ثوابت ومبررات الحياة والوجود شرعا هو اعمار الأرض لا السعي لخرابها ودمارها وما يجري الان من خلط للافكار والمفاهيم والقيم يهدد بقاء أسمى القيم البشرية التي خلق من أجلها الإنسان ووجد على هذه الأرض ومع تخلي العالم عن مسؤولياته والذي بات نهجا واضحا أصبح لزاما على جميع أبناء الأمة من اهل الفكر المعتدل ان يؤسسوا لمنهج جديد ويعيدوا هيكلة منظومة القيم ومبادئ العمل العربي المشترك حفاظا على ما تبقى بعد كل هذا الدمار والخراب في ساحات واوطان الأمة .
لصفقة القرن وتبعاتها الأثر الكبير والدور الابرز في كل ما يحدث.