الشعب اللبناني لم يختلق لباسا جديدا في ثورته او غضبه ، ولم يختلق عفوية جديدة في كلامه او تصرفاته.
لبساهم ، وكلامهم ، منذ الازل ، لكن الغريب هو المجتمع الذي يخرج غاضبا على مواقع التواصل الاجتماعي ،ليطالب بانزال اشد العقوبات على ابطال مسلسل جن لانه خادش للحياء ، وفي ذات الوقت لا تعتب عليه اية صورة او مقطع فيديو للاحداث الجارية في لبنان الا وينشرها او يعلق عليها تعليقات اباحية او شهوانية ، وكانها محللة عليه ، محرمة على غيره.
لباس اللبنانيات ، لم تكن منذ ايام ، بل هي على مر السنين ، وهم من يبتكرون الموديلات ، وتساريح الشعر ، وقص الاظافر ، ولون المناكير ، جميعها تأتي من هناك .
لكن الفرق بيننا وبينهم، انهم يمارسون حياتهم الطبيعية دون تصنع ، يرتدون ما يريدون ، وهنا يقيمون الحد على كل من تحاول ان ترتدتي او تتشبه بهم ، لكنهم في ذات الوقت ، يستمتعون بلباسهم ، وشهوتهم المكبوته هي من تفضح سرائر انفسهم.
هناك ، خرجوا اللبنانيين الى الشوارع ، مطالبين بكرامتهم ، من مأكل وملبس وتأمين طعامهم وشرابهم ، ولم تجلس النساء في بيوتهم، ولم نشاهدهم يهاجمون هايدي بانها مخبرة ، ولم يطلقوا على ادم لقب العميل .
خرجوا على قلب رجل واحد ، بعفويتهم ، وطبيعتهم ، رفعوا علم لبنان فقط ، هي ازمة بينهم وبين نظامهم ، ولم تكن ازمة بينهم وبين اخلاقهم كما هو حال مجتمعنا..
المجتمع الذي يكون امام الاخرين قديس ، وامام نفسه ابليس ، هو مجتمع فاشل ، لن يطور من نفسه ، وسيبقى ينظر الى الامور حسب حاجته لها.
من يريد ومن يطالب حتى على سبيل الدعابة ، ان تبقى الامور في لبنان مشتعلة ، لمجيء اللبنانيات الى الاردن ، هو مفلس فكريا واخلاقيا ولا علاقة له بالشهامة او الكرامة من بعيد او قريب.
نهاية ؛ الى نساء لبنان ، انتم افضل واروع ممن يقولون على انفسهم رجال ، وهم يدفعون ضرائب الجباية ، ولا يتنفسون من حريتهم سوا ما يخرجونه في دورة المياه.
حماكم الله ، شبابا وشيابا ، واطفالا وشيوخا ونساء..