كان زمان آليات التواصل ليست بمستوى متقدم كما هو في عالمنا المعاصر،.ما في أيضا مجموعات لتحقيق الاتصال عبر بدائل موازيه،..ولعل ابن خلدون في مقدمته الشهيره تجاوز حدود واقعه وعصره،وانتقل نحو المستقبل،وأقصد عالمنا الحاضر بكافة معطياته وأوجه نشاطه المختلفه،فهاهو موظف القطاع العام والخاص أيضا يلتزم بالدوام عبر البصمه،لا في تسجيل ولا توقيع، وأنتظر كلمة شكرا من مكينة الحضور،حتى لوتاخرت بعد الدوام..أوحضرت مبكرا ..لاحمدا ولاشكورا ،إذا إضافي بعد الدوام ينبغي تسجيل ذلك بالقلم،...قد يستغرب البعض لما هذا الحديث،لأن عناصر الجانب القيمي والاخلاقي أصبحت قليلة ونادرة في العمل على وجه العموم،فالموظف أصبح مجرد رقم، ينبغي رصده،بعدد أيام حضوره وغيابه، دون الالتفات لظروفه وبيئته الاسريه والاقتصادية والاجتماعية...عندما كان يتأخر موظف عن دوامه كان الجميع يحزن ويتألم ... !
المحزن الآن أن هناك شبه قطيعة بين موظفي الدائرة الواحده، وما تراه في الظاهر مجرد مصالح شخصيه فرديه ليس،أكثر،لا توجد أية روابط،بل هناك بطاقه على صدر كل موظف تعرف به وبوظيقته،ّلقد أصبح التحضر والعمران يلغي بعض الجوانب المتعلق بالحياة
والعلاقات والروابط ، بصورة او اخرى تلغي بعض المظاهر الاساسيه للتفاعل الاجتماعي...ابن خلدون عبدالرحمن..مضى قرون،لكنك تعايشنا الهموم في الفقر،والبطالة،والمحسوبية،وضعف العلاقه ما بين الحكام وشعوبها،وانهيار الطبقة الوسطى في المجتمعات،وكثرة الضرائب،والانحلال الأسري،وظهور الأمراض القاتلة، وعيش كثير من الأحياء على ما ترك الأموات،وتفاقم وسوء الاوضاع السياسيه،والابتعاد عن الحق،وغياب العداله،وسيادة الظلم،وانزواء المفكرين. والفلاسفة،وعدم تقدير المبدعين،وتسلق المنافقين، وزيادة عدد المحرومين...!!؟