عندما وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو «إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي» مع إسرائيل، في أيلول سنة 1993 بواشنطن، سمعت الملك الحسين يقول يحتاج السلام إلى 15- 20 سنة !!
حسابات الحسين يرحمه الله ويحسن إليه، كانت مبنية على وجود رئيس الوزراء اسحق رابين، الذي اغتاله المتطرفون اليهود، وليس على نتنياهو، الذي ارسل له الحسين في 9 اذار عام 1997، رسالة عكست حقيقة مشاعره تجاهه، وخرجت عن عادة الملك الدبلوماسية.
كانت رسالة شديدة القسوة والوخز كما وصفتها صحيفة يديعوت احرونوت، التي نشرتها كاملة تحت عنوان: «الحسين لم يكن يطيق نتنياهو وكان يخاطبه بقسوة».
مع نتنياهو، لا يوجد اي بصيص امل في السلام. فهو يجنح بإسرائيل إلى مزيد من التطرف والعدوانية. ويجنح باسرائيل الصهيونية العلمانية، كما ارادها بن غوريون واسلافه، الى الدولة الدينية اليهودية.
مع نتنياهو وما يمثل، كل دقيقة تحمل في طياتها مشروع أزمة. ومع نتنياهو وما يمثل لا يوجد حديث في السلام على الإطلاق. يوجد سلوك عدواني مباشر، يضرب عرض الحائط بكل ما هو قانوني وأخلاقي وإنساني.
مع نتنياهو وما يمثل، الحديث هو عن المزيد من الاعتداءات على المقدسات وقضم وضم المزيد من الأراضي العربية الفلسطينية والسورية.
وها هي أزمة جديدة يختلقها معنا. لصرف الانظار عن ازمته الشخصية الداخلية التي تجلت في فشله بتشكيل حكومة، وقرب جلبه الى المحكمة بتهم الفساد.
ولذلك يوفر نتنياهو المزيد من الدعم للمستوطنين من اجل المزيد من انتهاكات مقدساتنا. ومحاولة فرض التقاسم المكاني والزماني على المسجد الأقصى، وباب الرحمة آخر تجلياته لإرضاء المتطرفين اليهود.
المعتقلان الأردنيان هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي أصبحا قضية وطنية أردنية فاصلة، ويمكن أن يصبحا قضية حقوقية أخلاقية ضميرية انسانية، إن نحن اتقنا حملها إعلاميًا.
سيواصل نتنياهو، رئيس حكومة تصريف الأحوال، الضغط على بلادنا للمقايضة بمكاسب في المسجد الاقصى والغمر والباقورة، وهو ما سيظل من أحلام يقظته.